نسمع كثيراً عن جرائم تحصل لأسباب مختلفة ولكن أسبابها وخلفياتها هي تراكم الحقد وغياب الوعي وانعدام الفطنة وفقدان القدرة على التحمل ونفاذ الصبر
والجريمة هنا حقيقية وليست من وحي الخيال والمجرم سائق شاحنه والضحية رجل قانون وكلاهما نزيل نفس الغرفة وهما من نفس الجنسية وفي الغربة وقد كان سائق الشاحنة يعاني من كسر في ذراعه اليسرى ورجل القانون على كرسي بعجلات بسبب خطورة مرض القلب الذي ادى الى انهياره صحيا ولكن عواطف رجل القانون ومشاعره الجياشه نحو زوجته وافراد عائلته كانت تدفعه الى رفع صوته عندما يتصلون به لتبادل العبارات العاطفية الامر الذي كان يؤدي لازعاج سائق الشاحنة الذي لا يتلقى مكالمات من احد وكان يطال زميله رجل القانون بخفض صوته وتقليل مكالماته دون جدوى
وبعد أسبوع فقد سائق الشاحنة طاقة التحمل واستخدم يده اليمنى الغير مكسورة ودفع الكرسي المتحرك الجالس عليه رجل القانون فارتطم وجهه بالواجهة وسقط ارضا وحاول الأطباء إسعافه لكن الرجل فارق الحياة وحضر المحققين وتم التحفظ على المجرم حتى التئام كسر ذراعه وتم تحويله الى السجن لقضاء محكوميته التي بلغت 15سنه في السجن والترحيل بعدها
والسؤال هنا ان المجرم لم يستخدم عصا ولا ساطور ولا سلاح ولكن نفاذ صبره وتهوره وطيشه عمى بصره و بصيرته وارتكب جريمته في لحظة فاصله سيطر فيها الحقد وغاب العقل واذا كان ابناء نفس البلد ونفس اللغه والمعتقد وفي الغربة ويفعلون ببعضهم ما سبق وحقدهم على بعضهم دون مبرر لا حدود له وكان بديلا للمحبة والتفاهم و التفهم وغابت المشاعر الإنسانية الحقة ونسي اين هو وما وضعه الصحي ولا يمكن القول الا اللهم خفف حقدنا على بعضنا ولو لم نتمكن من استبدال الحقد بالحب فعلى الأقل التخلص من الحقد وتحكيم العقل
