في مدن ألعاب الاطفال توجد ألعاب مختلفة ومنها لعبة الصعود على الدرج والتزحلق من الجهة المقابلة ويتم وضع درج بدلا من السلالم الكهربائية حتى يشعر الاطفال بلذة اللعبه ويبذلون جهدا في الصعود
وهي رياضه تحافظ على لياقتهم الجسدية ومن الممكن ان يدخل الطفل في نفق يربط بين الدرج والمنزلق وبعض الألعاب لها عدة مداخل ومخارج ويتم وضع حواجز اكثر ارتفاعاً عن مستوى طول الأطفال خوفا من السقوط ولعدم تعريضهم للخطر ولو امعنا النظر في حياتنا فهناك أوجه شبه والفارق ان الانزلاق معنوياً أو اخلاقياً أو وطنياً هو بداية السقوط ولا فرق عن السقوط مرة واحده لان النتيجة والمصير واحد ومع ان النهاية تختلف عن العاب الاطفال في ان الانزلاق في الحياة أو السقوط المباشر نهايتهما إلى ما تحت مستوى الارض ولكن ليس جسديا بل معنوياً واخلاقياً ووطنياً واما المنزلقين والساقطين فهم على الاغلب ليسوا من العامة ومن هم بمستوى الارض أو ما تحت الأرض بل ممن تسلقوا من طرق جانبيه أو قفزوا بأدوات مساعدة أو تم إنزالهم من فوق إلى ما فوق قاعدة الوصلة بين الدرج والمنزلق في الاعلى
أما من صعد الدرج بشكل طبيعي فمن الصعب ان يسقط مباشرة أو انزلاقا وحتى لو غاب جسدا فهو خالد في ضمائر الشرفاء لأنه من السهل عليه التضحية بحياته التي ستنتهي عاجلا ام آجلا ولكنه مبدئي ويرفض التنازل عن مواقفه وقناعاته وان يتم إفراغه من جوهره ليبقى جسدا بلا روح ومن صعد بسهوله انزلق أو سقط بنفس السرعة لأنه عاجز عن تقييم الدور والمسؤولية والأمانة والانتماء فصعوده كان بوسائل وأدوات غير طبيعية والانزلاق والسقوط بالنسبة له لا يعني الشيء الكثير والمصائب الكارثية في هذه النماذج انهم يتسلقون على أكتاف الضعفاء والمسحوقين والمظلومين ويستغلون معاناتهم وآلامهم وجراحهم
عوامل صعود وسلالم سهله وفي بعض الحالات يمكن ان يكونوا من صناع أو المشاركين في المعاناة ولا يخسرون سوى القليل من ألفاظ النفاق المدبلجة والقليل من التمثيل في أعطاء انطباع للناس انهم حريصين على تحقيق مصالحهم وإنهاء معاناتهم أو رفع المظالم عنهم وفي ظل ثقافة اللأوعي والتغييب واللاانتماء بسبب عوامل متضافرة متراكمة من تحويل الأنظار إلى المصالح الذاتية الأنانية وتركيز الانظار على مصالح فتات من الأمة وهي الطائفة أو العرق أو الجغرافيا الضيقة وتربية الأجيال على الأفلام والمسلسلات المترجمة والمدبلجة من الغرب والشرق تكاثرت فئات لا يعنيني وهؤلاء هم المطلوبين لكي يكونوا ألعاب وأدوات فالاذكياء يستدرجون ويتم تبليعهم ما يخرس ألسنتهم مادياً أو مناصبياً
وعديمي الفطنة وقود مجاني لتحقيق مصالح فئة أنانية وليس مصالح امة بأكملها تنزلق منذ أكثر من خمسة قرون ولا زالت في طريقها إلى المجهول الذي يعني الضياع والوجود البيولوجي معزولا عن الوجود الحضاري والثقافي وأصبحت الأمة مثل شبك المنخل يعلق بها كل شيء حتى الغبار وليس عندها حصانة أو مناعة فالشبك مهترىء ويتم إحداث فتحات فيه بسهوله وقد وصل الأمر بأي إنسان عاقل ينتمي حقيقة لهذه الأمة انه عاجز عن البكاء على نفسه أو على المعتصم أو صلاح الدين الأيوبي أو عمر المختار أو على هذه الأمة وما وصلت إليه من حال يسر العدو وتتحجر الدموع في عين الصديق لان القدر شاء ان يكون احد أبناء هذه الأمة التي تراجعت مثل جحا والنار وقفاه ولم يتحرك حتى لسعت النار قفاه
ولا حاجة للندم بعد فوات الأوان ولا يصح المثل هنا أن يأتي متأخرا خير من ان لا يأتي لان الندم في الكثير من الأحوال أكثر من عدمه لان هناك أمور لا يمكن إصلاحها ان لم يتم تداركها في اللحظة المناسبة وما فائدة أن تستأصل الزائدة أو تعالج سرطان أو تطلب المسامحة من إنسان انتهت حياته وانتقل إلى عالم آخر