news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
لماذا يُلتبس الوضع السوري في ذهنية المواطن العربي..؟ ... بقلم : سليم نقولا محسن

  يُمكن أن يُرى الوضع السوري في غاية التعقيد، ويُشار دائما إلى أنه غير مفهوم والمقصود غير منطقي في (سببية الأحداث وأدواتها والنتائج)، وهذا صحيح


إذا تم استقاء المقدمات من جهات لها مصلحة في الخراب ونشر الفوضى في سوريا، ولا برنامج لها في مفهوم تكوينها الاقتصادي  لمشاريع استثمارية منتجة، وإنما فتح مجالات نهب الثروات، وأسواق الاستهلاك، وهذه تتمثل في المنظومة العالمية المسماة حلف الناتو بما فيها ملحقاتها دول النفط العربية، الآيلة في مجملها إلى التراجع والانهيار الدولتي والتواجدي على المسرح العالمي، أمام المجموعات الاقتصادية الناهضة المتمثلة في دول البريكس، التي منها روسيا والصين، ومجموعة آلفا الأمريكية الجنوبية،

 

 ولا جدال في أن حلف الناتو ومنظومته قد أعد عدته للمواجهة، وهو يسيطر عمليا على معظم دول العالم من الناحية السياسية، بما في ذلك الإعلام: السلاح الأقوى في جعل الشعوب تتقاتل في ما بينها داخل الدول وفي مجتمعاتها، ذلك عن طريق برمجة مدروسة بإحكام لموضوعات قيمية شيقة تهم المواطن العادي وتستثيره، وتفضي إلى نتائج قد رسمت مسبقا، تصور له أنه يعيش في وطن نظامه جحيم لا يطاق حراسه السلطات،  وعليه الخروج منه، وأن خروجه منه ممكن، وأن قوى الحرية والديمقراطية النائمة في وطنه وفي العالم تنتظر تحركه لتقدم له العون والمساعدة للخروج من محنته..؟، هكذا يشيطينون الوضع السياسي المحلي القائم، ويصبح إبليس أفضل من الرئيس..؟،

 

   الكثير من هذه الموضوعات والطروحات افتراضي يرسم أحداثا وإحداثيات لعوالم غير واقعية تخلط فيها القيم، (حوادث قتل أطفال ونساء وشيوخ ونهب ممتلكات خاصة وسرقة وتدمير وتخريب منشآت، وقوى الحرية المضادة المانعة تقمع)، فتفقد حينها الدولة ونظامها والعاملين في وظائفها المصداقية الشرعية في الحكم وتصريف أمور الدولة وناسها، ويصبح النظام محل اتهام، بينما الخارجين عن الدولة وعن قانونها بما فيهم المحرمين هم أصحاب الدولة، ومَن لهم حق الاتهام؟، إنما يجري نقل هذه العوالم في حرفية ومصداقية عالية عبر ما كان يعتبر دائما مصدر ثقة إلى المُشاهد لشاشات الفضائيات كأنها وقائع يقينية مؤكدة لا لبس فيها.. غاياتها سيادة الأخلاقيات المنتهكة؟، وهكذا إذا تم استقاء هذه المعلومات من هذه المصادر

 

 خرجنا نحن في آلية منطقية يما أرادوه من نتائج يقينية تتماثل حتى مع تصوراتنا التي تكونت من معطياتهم عن الحدث المفترض، مع أن الحدث كاذب هو وأسبابه ونتائجه، لكنه لا يستقيم مع المنطق العاقل، (لا يدخل في العقل)مثال أن يحرق إنسان ما بيته أو أن يقتل الأب ابنه أو العكس، حتى أننا لنستغرب ونتعجب وندهش من أقوال مغايرة ومعارضة له تحمل الحقائق..؟

 

 ولكن ببساطة نسأل: من يريد لبيته ومتجره وحقله ومصدر رزقه الدمار ولأطفاله وأهل بيته الموت؟، وهكذا أهل سوريا في أطيافهم المدنية الحضارية، فسوريا بيتهم وأهلهم ودارهم، وهم ينشدون السلام والأمان..؟ فلا يعقل أن يفعل الإنسان العاقل ما يتقولونه عنه أو يرسمونه..؟ إذن العقل يقول: أن اللص الغريب والقاتل الهمجي والمأجور هو من له مصلحة في السرقة والكسب والعيش على حساب الآخرين، وأسلوبه وأداته نشر الخوف والفوضى والقتل والترويع والتشريد، سيناريو معروف..؟ إذن فليس من معارضة في سوريا وشعب معارض كما يصور الإعلام العالمي المغشوش ومن يدخل في موضوعه من مشايخ الترويج الكاذب، الذين يقبضون أثمان أقوالهم وتهييجاتهم على فعل السوء بما يحللون ويحرمون؟،

 

 هنالك مرتزقة كما ثبت يتسللون من كل بقاع الأرض إلى سورية، ويصنعون ما يصنعون، وهنالك وجوه لها سمات سورية غادرت شعبها وانتمائها، إنما استحضرت، لتنفيذ دورها في المشروع الغربي التخريبي في دول المنطقة، وهي جالسة اليوم على موائد الغرب، ترتزق منه، وتعيش مع شعبه وعقليات قادته، وتضرب في سيفهم، وتأتمر بأوامرهم، وتتنقل عبر العواصم وتتحدث في المؤتمرات بما هو مرسوم لصالح الناتو والغرب، وتنتحل في تواقح شيطاني تمثيل شعب سوريا، ولا دراية للشعب بهم، وقد تعمدت دول الناتو في إطلاق صفة المعارضة على هذه الوجوه للتمويه وللتقريب التماثلي كما عَرف الذهن الغربي، لما للمعارضة الوطنية في الغرب من شرعية سياسية، بينما هذه على خلاف تلك في وجوهها السورية المعلنة، فهي كاذبة ومزورة ومنتحلة..؟ وهي لا تمثل أحدا من الشعب السياسي السوري، ومن تمثله هم المجموعات الدموية المسلحة المتسللة وأطيافها وحواشيها من المرتزقة، والتي صارت متواجدة الآن على الأرض السورية، ولأفرادها الحماية الدولية بما أغدقوا عليهم من مواهب وصفات، يضحك منها المواطن السوري ويسخر، ومنها ثوار الحرية والديمقراطية..؟؟؟

2012-03-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)