news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
أحبها وأريد التخلص منها ... بقلم : محمد عصام الحلواني

بسم الله الرحمن الرحيم


كان يمشي وقدماه تخطوان بتثاقل وملل  فلم يعد شيء مما حوله مهما  وهو لم يعد يحب الذهاب إلى أي مكان يذكره بها ...

 أراد أن يذهب إلى مكان يخلو منها فلم يجد  بيته وأدواته وملابسه وطعامه حتى أواني المطبخ  إنه يشعر أنها تحاصره  في عمق نفسه كان يقول يجب علي الإنعتاق منها فلست أرغب بأن أكون أسيرها بعد الآن  

 

حاول وحاول وكان يخرج صورتها من رأسه ويملئه صوراً أخرى وذكريات أخرى وبلحظة واحدة كانت تعود وبقوة  وكانت تتجذر في عمق وجدانه  وقد ملئت عليه ذاكرته وماضيه وحاضره وهاهي تفرض نفسها على مستقبله 

 

أثارها تنسحب عليه سلباً فهو بدأ يهزل ويضعف ويهرب منها من عالم الصحوة إلى النوم حتى تقرح جسده من فِراش الهروب  فخرج إلى الشمس ليغسل نورها وأشعتها أدران قلبه المتعب  وصلت به قدماه إلى اللامكان  وجد نفسه أمام مقعد خشبي على شاطئ البحر  جلس ووضع رأسه المثقل بين يديه وقدميه وصار يتأمل النمل كيف يذرع المكان جيئة وذهابا  في همة ونشاط دؤوب لا ينقطع ففكر هل النمل يشعر ويتألم مثلنا  هل له مشاكل نفسية  وهل يعاني منها ومن محاولة هجرها أيضاً

 

أراد أن يهرب من الواقع إلى عالم الخيال فيبتدع حديثاً مع نملة فلم يستطع   إنها تسيطر حتى على خياله  فكر ثم فكر  ثم وقف منتصباً وقال لنفسه يحدثها  أنت ضعيفة جداً وأنا لا أرضى أن يكون هناك ضعف في وجودي أريد أن أخرج منك أو تخرجي مني لا أعلم كيف المهم أن أتخلص منك فأنت عار علي  وأنت السبب في كل ما يجري لي  وفي تعلقي بها وفي تدمير وجودي بسببها  صارت محور حياتي  وكل ذكرياتي لها وأعرفها أكثر مما أعرفك أيتها النفس الضعيفة الواهنة  المستسلمة أمامها  لا أريدها أريد التحرر منها بت أكرهها بعد كل ذلك الحب العارم  ما عدت أطيق أن أسمع باسمها  ولكنها تحيط بي فما العمل 

 

هنا لمعت بارقة أمل في رأسه وقال : يا الله لم أصلي لك قط ولم أعترف بوجودك حتى  وكنت أكذب على أترابي حين أذكرك أمامهم نفاقاً  فما أنت ؟  ومن تكون ؟  وفي أي شي أنت ؟  أنا لا أعرفك فعرفني بك سبحانك  ها أنا ألتجئ إليك للمرة الأولى في حياتي فخلصني منها  أم أن سو أعمالي سيمنع عني الإجابة  وقد سمعت عنك أنك كريم حتى مع العصاة المذنبين  فهل تقبل رجائي وتخلصني منها

 

بعد هذا الكلام شعر براحة عجيبة ونشاط يسري في عروقه مثل جريان الدماء وشعر ببوادر الإنعتاق منها فداوم على الاتصال بالله أيام ثم شفي والحمد لله فقد خرج حبها من نفسه

اللهم لا تجعل حب الدنيا كل همنا  

 

2012-03-04
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد