news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الجانب الآخر ... بقلم : ماجد جاغوب

الجانب المقابل


لكل أمر وجهه الآخر ما عدا الحقيقة التي يحاول البشر استخدام أقصى طاقاتهم العقلية لإلباسها أقنعة تتلاءم مع مشاعرهم ومصالحهم ورغباتهم وغرائزهم وأنانيتهم  

 

ولكن الأقنعة تذوب أو تتمزق وتتساقط  وتتهاوى ولكن في أحيان كثيرة لا يعود كشف زيف الأقنعة بالفائدة لان الأحداث التي  أخذت مجراها قد نجحت في إحداث تغييرات في واقع الحياة  يصبح من المستحيل إعادة الوضع إلى ما كان عليه مثل استحالة إعادة الأموات أو إعادة عجلة الزمن إلى الخلف والتعامل والتفاعل أو الصراع مع المستجدات يأخذ أبعادا جديدة بما تعنيه الكلمة ولا تفيد كلمتي (لو) ولا (يا ليت ) وإذا كانت الوقائع المستحدثة على الأرض وفي واقع الحياة مدعومة من قوى مهيمنة فان المستجدات تغدو هي الأصيلة والوضع الذي كان قائما قبله هو الطارئ والمستجد والعقبة أمام عجلة التطور والتقدم ولو تمعنا فيما تم إقراره في مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897 وتبعه بعد اقل من عقدين وعد بلفور عام 1918 الذي تبعته أحداث  كانت مبرمجه ومنظمه لتحقيق الوعد الذي كان تجسيدا لقرارات المؤتمر وخسر شعب معظم ترابه الوطني تدريجيا عندما كان الوجه الآخر للمخطط  في سبات وفاقدا لمقومات وعناصر الرفض والممانعة

 

 حتى على صعيد تنفيذ قرارات أمميه لم تكن عادله عام 1947مشروع تقسيم ارض فلسطين والتي تم إقرار تقسيمها إلى دولتين وبعد مرور 65عاما لا زالت الدولة التي من المفترض أنها الأصل والأساس لم ترى النور لغاية الآن وحتى على صعيد من تم تشريدهم وتهجيرهم وطردهم واقتلاعهم من أرضهم يورثون بيوت الصفيح للأجيال التي  أعقبتهم  ويحملون مستندات تثبت أنهم أصحاب حق في وطنهم ولكن العالم طوي من ذاكرته حقوق هذا الشعب مثلما طوت أدراج الأمم المتحدة سجلاتها وملفات هذه القضية في أرشيفها وتحول العالم إلى صم بكم عمي فيما يتعلق بحقوق هذا الشعب وحتى هناك من صرخ من أبناء هذه الأمة العتيدة ومس المعتقدات حين ضاق ذرعا من شدة ضغطه بسبب عدم رغبته في سماع اسم فلسطين أما على الجانب العالمي  فهناك واجب الدفاع المقدس عن طرف الذي يقابله  التغاضي والتعامي والتظاهر بالصمم والبكم عن قول الحقيقة حتى على صعيد العدالة النسبية وليس المطلقة لان العدالة المطلقة مستحيلة التطبيق في ظل ظروف الواقع  القائم ذاتيا وإقليميا وعالميا

 

 ولكن التركيز الدائم على الدفاع المقدس مارس ولا زال يمارس الظلم حتى أصبح الظلم مكدسا مقابل واجب الدفاع المقدس عن الطرف الآخر  وكلما ارتفعت لهجة واجب الدفاع المقدس قابلها انفتاح شهية الطرف الآخر على تكديس الظلم في ظل انشغال العالم بالعرب وانشغال العرب بالتنفيس عن بغضهم لبعض  في نسخ  مطورة نموذجها  حرب البسوس ولكن في عصر غزو الكواكب ما بعد القمر في الألفية الثالثة التي ترتفع فيها شعوب  العالم إلى  الأعلى ونتنافس معه في الغرق للأسفل وأصبحنا مثل هائم على وجهه  في صحراء لا نهاية لها ولا زلنا لا نريد لبصيرتنا أن تعمل لأنها ستكشف عن مكامن ضعفنا وهذا ما لا نرغب بحدوثه لان الكثيرين منا اجروا عقولهم أو إرادتهم أو جمدوها أو لا يرغبون لها إلا أن تعمل بالمقلوب والعالم ليس مجبرا أن ينتظرنا حتى نفهم لان الانتظار طال أكثر من اللازم ونحن لا نريد أن نفهم وهذه مشكلتنا وليست مشكلة العالم

 

2012-03-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد