ما أجمل تلك المرأة التي كانت تطل عبر نافذة غرفتها كل ليلة وتنظر للقمر بعيونها الواسعة وتتمنى أن تحب وتجد من يحبها وتعيش معه هذه اللحظات الرومانسية من التأمل والتفكير ببعضهما ..
ولكن نظراتها كان فيها من الحيرة والسؤال ما يجعل سهرها يطول أكثر وهي تسأل نفسها لماذا إلى الآن لم تتعرف على الرجل الذي سيأخذها من يدها ويطير بها بعيداً عن هذه النافذة التي ملَت من الوقوف بجانبها وهي تسرح بخيالها وعقلها وتتحدث مع القمر الذي لم يعد يتحدث معها كما كان يفعل في الماضي لأنه لم يعد يملك أجوبة على أسئلتها المتكررة ..
وقد إحتارت إلى من تلجأ فذهبت ووقفت أمام مرآتها كما كانت تفعل في السابق وبدأت تشكي لها همها وتقول لها من حقي أن أحب كباقي القتيات وأن أجد من يحبني فقد تعبت من الوحدة وتنازلت عن الكثير من أحلامي الوردية حتى أسهل الطريق على الرجال من أجل التقرب مني والحديث معي ...
ولكن مضت أشهر وسنين ولم يتقدم أحد لي أو لطلب يدي من أهلي وأيضاً رفضت المرآة الإجابة عن أسئلتها حتى كادت هذه الفتاة أن تجن فرفعت سماعة الهاتف وإتصلت بإحدى صديقاتها التي لم تكن أوفر حظاً منها وعندما بدأت بالحديث معها عن مشاكلها قالت لها صديقتها أصبحنا إثنتين نعاني من نفس الحالة وأنا أيضاً لم أجد الإجابة المناسبة عن هذه الأسئلة فودعتها وأغلقت سماعة الهاتف ..
وعندها قررت هذه الفتاة الذهاب للنوم فهو الوسيلة الوحيدة حتى تريح عقلها من التفكير ولعلها تغرق في أحلامها التي تعوضها عن حالة النقص التي تعيشها في الواقع ولكن من يضمن أن تحلم أحلاماً تساعدها في حالة اليأس التي تعاني منها وهي ما زالت تسأل هنا وهناك وتتأمل وتتمنى ولكن لماذا لم يتحقق حلمها والله وأعلم .