بصراحة أستغرب من العديد من الأصوات الذكورية التي تنادي بتطبيق الزي الشرعي الديني على المرأة من نقاب أو حجاب ويحاربون لذلك وكأن الدين والشرف والعفة كلها محصورة في هذا الزي و أن كل من ينادون لذلك يرتدون ما يحلو لهم وبعيداً عن تطبيق الدين الذي يدعون لتطبيقه على المرأة فقط.
بينما هم ينظّرون من وراء شاشات كمبيوتراتهم ثم يخرجون مرتدين الجينزات الآخر صرعة والكنزات الضيقة ذات ألوان موديل السنة وتسريحة الشعر التي تبرق بملمعها عن بعد ثلاثة كيلومترات.........
فلماذا عليَّ وحدي أن أرتدي من رأسي حتى أخمص قدمي في حر الصيف أو برد الشتاء؟؟ ولماذا إذا لبست ما يحلو لي ينظر لي نظرة ازدراء ثم يضرب بي المثل في المقالات وفي جلسات الشباب؟؟؟؟؟
ألم يفرض الدين أيضاً زياً شرعياً للرجل؟؟ إذا سألت تسعين بالمائة من شبابنا ستجدهم لم يسمعوا قط بهذا اللباس المفروض عليهم
قولوا لي .. هل تعلمون أن ما تلبسونه مخالف للشرع؟؟ إنّ لباس السنّة هو لباس رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم) فقد كان يلبس عمامة وقميصاً. والعمامة توضع على الرأس والقميص هو ثوب له كمّان إلى الرسغ ويضرب طولاً من المنكب إلى وسط الساق (أي بين الركبة والقدم) .. ولكن من يلبس ذلك الآن؟؟
وقد يقول البعض أن العلماء أجازوا لبس البنطال .. وأقول لهم أن البنطال غير جائز بحسب العلماء جميعاً ولكنهم أجازوه في مواقف معينة وهي أولاً أن يُلبس خارج بلادنا (أي في بلاد الغرب مثلاً) مع الابتعاد عن التشبه بلباسهم أي بعدم جواز لبس الجينزات بل بنطالاً عادياً بسيطاً وهذا في غير بلاد المسلمين فقط وهذا بحسب بعض من تسامح من العلماء .
كذلك فقد قال رسول الله (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المجوس) .. ولكن من يفعل ذلك الآن؟؟ فأرى الشباب عندما أسير في الشارع بأبهى حلة وأنعم الخدود أو بموديلات ذقون رائعة الدقة والجمال .
علماً أنني لست منقبة ولا أرتدي جلباباً والعباءة .. كما أنني أضع الحجاب فقط عند الزيارات العائلية ولكنني صراحة أكره أن ينتقدني شخص ما وكأنني أسير عارية في الطريق فدعوني ألبس ما يحلو لي وألبسوا ما يحلوا لكم .. ولنكن واقعيين فلباس النقاب و المانطو لا يناسب الفتاة العصرية التي تدرس وتعمل والتي هي نصف المجتمع .
فيا أيها الشاب الذي تدعوا للباس المرأة الشرعي يرجى منك أولاً أن تلتزم بلباسك ثم تجبرني أنا على لباسه .. ولتكن قدوة حسنة لي