news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الـتـجــارة ...ليس لـهـــا د يــــن !؟... بقلم : ابراهيم فارس فارس

كثير ممن يملكون المال الطائل يساورهم الاعتقاد ان كل شيء يشترى  بالمال ، كل الأشياء على اختلافها  ..حتى البشر والأعراض والكرامات !! وحتى لو كان الخصم شديد الاعتداد بالنفس والاحساس بالكرامة ، فأن صاحب المال يعتقد انه بماله يستطيع شراءه ، اذ لكل شيء في نظره ثمــــن !! .


ومع ان ديننا وعاداتنا وتقاليدنا كعرب على الأقل ، تعلمنا دائماً ان الشرف والكرامة اغلى ما يملكه الانسان ويبذل روحه دونه ، الا ان اصحاب الأموال الطائلة كثيرا ً ما يعتقدون ان تجأوز كل ذلك ممكن عندما يحضر المال !! حتى لو كان الأمر يتعلق بعرض أو شرف أو حتى قضية وطنية ، فلا يهمهم الأمر ، وما يقولونه هو الصحيح من وجهة نظرهم ،طالما أنهم يملكون المال .!!. حتى أن المقاتل الشريف النزيه المرابط بكل صدق ضد عدو الأمة ، اذا وجدوا أن وقوفه يعارض قناعاتهم فإنه مخطيء ، ويعتقدون أن اثبات أن هذا المقاتل المؤمن يقف في المكان الخاطيء من وجهة نظرهم امر يسير  ..وبالمال .

 

سورية ، بلد فقير نسبيا ً .لكن قدرها أن تكون الحارس الأول عن الأمة العربية ، هي ومصر الشقيقة عبر الزمن . ومنذ خلق الكون فإن هذا الحارس يبذل ما بوسعه كي يكون مخلصا ً للغاية التي أنيطت به ، فينجح أحيانا ً ويفشل أحيانا ً أخرى ، لكنه يبذل ثمن مرابطته جهدا ً وعرقا ً ودما ً وشهداء في كثير من الأحيان ...يأتي اليوم بعض من بني يعرب ليقول له انت في المكان الخطأ ، واذا لم يستطع اقناعه ، استخدم  سلطان المال .!!

 

والغريب أن بعض هؤلاء العربان يصل بهم الأمر إلىحد الاستخفاف بالمنطق والعقل في كثير من هذه القضايا .! فمثلا ً ثمة قسم غير قليل منهم يرون أن مواقف سورية الوطنية والقومية ووقوفها إلىجانب المقأومات العربية الشريفة كحماس وحزب الله امر خاطئء !وهم مستعدون ان يثبتوا ذلك بالمال ! وأن ما يرونه هم هو الصائب برايهم ، حتى لو كان ما يعتقدونه يجامل اعداء العروبة والاسلام ، فقط لأنهم يملكون المال .

 كل شيء عندهم بالمال يباع ويشترى ، وكل شيء له ثمن !!! .والانكى انهم يتجملون بعباءة الدين كي يوهموا الآخرين انما هم على حق !! مثل هؤلاء يشبهون إلىحد كبير الراقصة التي تقف هنيهات قبل ظهورها على المسرح امام الجمهور وتدعو ربها بكل خشوع ان يوفقها في تقديم العرض اللائق ، وتعتبر ذلك ضربا ً من التقوى ومحبة الله ..!

 

مثل هؤلاء مثل رجل يمسك عند الافطار في رمضان كأس الويسكي وهو يقرأ البسملة ثم دعاء الافطار ..!!

مثل هؤلاء أو من يدفعون لهم  ، يغتصبون ويسرقون ويقتلون  اخوانا ًلهم في وطن واحد ، ويعتقدون انهم انما يجاهدون في سبيل الله وكأن شريعة نبينا الكريم ( ص) لم توص حتى بعدم قطع شجرة ؟!

مثل هؤلاء من يقبض بالدولار ، ويفتي بعد ذلك بقتل ثلث شعب ، وهو في قصره المنيف يعيش ابهى درجات الرفاهية والأمان ...وحتى العهر ، وينسى ان الله القوي العزيز الذي يمهل ولا يهمل قادر ان يخسف به الأرض هو واهله .

 

مثل هؤلاء يعتقدون أنهم بالمال يحققون أي شيء يريدون ، لكنهم ينسون أن ثمة اناس لا يباعون ولا يشترون ، ولا يمكن لهؤلاء ان يصدقوا وجود امثال هؤلاء من الشرفاء لأن كل اناء بما فيه ينضح !!

مثل هؤلاء لا يريدون أن يصدقوا أن ثمة مؤمنين حقا ً بربهم وبرسولهم الكريم قدوة حسنة ، وانه ( ص) لم يرض أن يجامل قريشا ً في أمراً لا يرضاه وقد عرضت عليه الدنيا ،حتى لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر عن شماله .وبعض من هؤلاء لا تفوتهم صلاة ولا صوم رمضان ويحجون كل عام ان استطاعوا ، لكنهم ما ان يغادروا بلادهم حتى يتقاطروا على بيوت الدعارة في البلاد الأخرى ، ويعتقدون  يقينا ً ان الله حتى هنا بالنسبة اليهم : غفور رحيم !!

بعض من الأعراب تستطيع داعرة في تل أبيب أن تجعلهم يخنقون غزة لو ارادت .. وعندما تجدهم يتحد ثون في مؤتمر أو اجتماع رسمي يتعلق بأمن وأمان الأمة فإنهم تجدهم ينقطون دينا ً وورعا ً وتقى وانتماء  قوميا ً ووطنيـــا ً !!

 

ولكن ما لنا ولأمثال هؤلاء ؟ علينا ببلدنا ووطننا وذواتنا . أن لسورية شعب يشهد له الجميع بأصالته ووفائه واخلاصه ومحبته .شعب يميز بين الغث والثمين شعب يميز بين الوطني والعميل ولا تهزه الأيام أو تهزمه الشدائد . ولذلك فأنه وبعد سنة من هذه الهجمة الشرسة على سورية فأن كل العالم لم يستطع ان يحقق ولو بعضا ً من حلم أولئك المغرضين الكارهين أمام صموده الرائع !!

 

صحيح أن ثمة شريحة قليلة تاهت وغرر بها لكنها بدأت تتراجع ومنذ زمن وتعود إلى رشدها ، ما عدا فئة قليلة أخرى الخيانة في دمها ، وهي ببعض المال تضرب بالمصلحة العامة عرض الحائط غير آبهة بالنواحي الانسانية والأخلاقية .. وخاصة أن البعض منهم يعتقد انه انما يجاهد في سبيل الله ، والعياذ بالله .! من هؤلاء من يقتل ويخرب ويغتصب لأنه اصلاً لا يعرف غير ذلك !

 

 ولكن ثمة  بعضهم يستغل الوضع دون وازع من ضمير  وأعني بهم بعض التجار الذين ينتهزون مثل هذه الأوضاع ويغتنون على حساب عذابات الناس الفقراء ويخبئون المواد الغذائية والحاجات الضرورية  ..يخبئونها في مخازنهم كي يبيعوها في حينه  بالسعر الذي يريدون دون أن يشعروا بشيء من عذاب الضمير، هذا أن كان عندهم ضمير أصــــلا ً!!ويعتقد هؤلاء للحظة أنهم أنما بذلك يحمون انفسهم وعائلاتهم من ضنك الأيام القادمات ، وينسون أن الله لا يضيع عنده شيء وانه عزيز ذو انتقام ... وان الدنيا : دين ووفــــا ...كما يقال .

 

يالطيف كم هي قاسية قلوب هؤلاء ؟ عندما يكون الدولار بخمسين ليرة فكيلو البندورة مثلا ً بخمس وعشرين ، فإذا صار الدولار بمائة صار الكيلو بخمسين ! فإذا عاد الدولار إلى خمسين بقي سعر الكيلو خمسين ، وربما يزيد !! ارأيتم ؟ فعـــلا ً التجــارة ليس لها دين !

 

2012-04-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد