من يقارن الام والوطن فكلاهما ام صغرى وكبرى وليس مفخرة التباهي بالام والتقرب اليها وهي بكامل قوتها الجسديه وثراءها المالي ومحاولة التملص من العلاقة بها والتنكر لها والتصرف بشكل يعكس العقوق في حال عجزها وفقرها ومرضها
لانها الحالة التي تكون الام بحاجة الى من تعبت عليهم في شبابها وهم صغار عندما كان عطاءها بلا حدود عدا عن حملها لابناءها اجنة في احشائها و تكونوا وتشكلوا من لحمها ودمها وتناسوها او نسوها كلياً عندما لم يعد لهم من حاجة اليها واذا كان الوطن وهو الام الكبرى جريحاً او سليباً او اسيرا فهي اللحظات التي يكون فيها الوطن بحاجة اليها من ابناءه المخلصين الشرفاء لان من خيرات ترابه اكلنا وعلى ارضه عشنا وفي ثناياه قبور اجدادنا وفيه مستقبل اجيالنا
والعلاقة معه لا تختلف عن العلاقة مع الام الصغرى التي هي الجذور والوطن هو الجذور الكبرى اذا كانت الام هي الجذور النواة لابناءها ومن لا يعرف من الابناء معنى الام وقيمتها وواجبهم نحوها والبر بها لن يعرف معنى الانتماء للوطن الأم الكبرى ولا قيمته ولا الواجب المفترض اداؤه دون تفاخر ولا انتظارا لمكاسب عابره ولا النظر اليه كسلعة في اسواق النخاسين لان الوطن يعادل الروح ومن انكر او تنكر لجذوره يعني انه ناكر لاصله وهو عديم الجدوى للوطن ولابناء الوطن ولنفسه
في نهاية المطاف والوطن عند من يعرف قيمته يجب أن يكون بوصلة جميع الشرفاء ولو اختلفوا مع بعضهم فلا يجب أن يختلفوا على قدسية مصلحة الوطن لانه اغلى من فرد ومجموعه وطائفه وهو ام الجميع وليس من حق احد الادعاء بانه المفوض بالتصرف به كما يهوى او كما تتطلبه مصالحه الشخصيه او الخاصه او الفئوية الضيقه والوطن هو من حق جميع ابناءه والدفاع عنه واجب على الجميع دون استثناء ولا يجب ان يتم التعامل مع الوطن من منطلق اناني لتحقيق مكاسب ضيقه على حسابه لانه الام الكبرى