اليوم ذكرى وفاة والدي السابعة
ولقد عهدت ان اكتب له كل عام وبنفس اليوم
وله اقول.....
ابي هذا موعدنا الداكن يعود علينا بذكراه السابعة
الثالث من نيسان رحيلك ومن الذكرى السابقة كانت البداية ؟؟؟
اعذرني يا ابي ...فلن احكي لك عن حالي واحوالي
بل سأروي لك وباختصار ما لا يختصر
فأمي وأخواتي وزوجتي واولادى وكل من عرفته بعمرك يبكي ...!
الحجر ...والشجر... والنهر... والبحر يبكي..!
كل الطرقات والذكريات حتى السعيدة منها تبكي...!
الفقير والغني يبكي...!
حتى البكاء يبكي....!
وقبل ان تسألني السبب يا ابي .... اقول بكل أسف
اننا نبكي وطن....
نبكي سوريا التي لم نحميها....!
نبكي سوريا التي (خيرها من خيرنا) ولم نخلص لها
نبكي سوريا التي رميناها موثقة اليدين في بحر من الدماء
نبكي سوريا التي البسناها ثوب من الحقد والغدر والجهل
وهي التي أعطتك من خيراتها وأعطتنا..
نعم يا ابي صدق ما اقول ...
فالخراب حل بنا ...... في نفوسنا ....وعقولنا....ومالنا..... وأفكارنا
والحقد ملئ القلوب بين هذا وذاك فاتقسم الاخ عن اخيه وبكى الاثنان معاً
واصبح الوطن ( حكاية الم لا ينتهي )
أخبرك يا ابي ....
ان حمل علم الوطن اصبح عند البعض (خيانة)
وحقن الدم السوري (خنوع وعمالة) والترحم والفاتحة على الشهداء السوريين (لمن يستحقها ) وليست رحمة آلهية من الله عزوجل
وان اللون الاسود بيرق كبير كبير يلف البلد من كل حدب وصوب
اخبرك يا أبي ........
إن الرجال بكت حالها .... وآه يا اٰبي من قهر الرجال
وإن الاطفال اصبحوا سياسيون كارهون حاقدون
وإن هاتف الصباح تخلت عنه السيدات للسياسة
وإن البسمة خنقت وجلدت ونسينا متى ضحكنا اخر مرة
وإن قتل ابن البلد للبلد اصبح كلمات متقاطعة نفتش عن مفرداتها
وإن زيارتك أمست مخاطرة قد لا تسلم انت منها وانت تحت التراب
وإن الربيع هذا العام سيكون بلا أزهار رغم خير السماء
وإن من يقرا الان ما اكتب يحدد ولائه وموقفه مني ومنك...؟
فتخيل يا ابي اين وصلنا بحالنا .....وهنا أنصحك بأن لا تعلق رغم اني اشتقت لصوتك؟؟؟؟
لأنك. ستكون ممن ( قتل البلد والولد ) وانت بجوار ربك من سنين !!!
وستكون شبيحا او مندس لانه هذه هي (الان ) فقط لغة السوريين
قالصمت فهو خير الكلام
ابي ......
هذا بعض من حالنا واحوالنا ورجائي وانت قريب الرحمن وانت عبده
بالتوسل لله الكريم عزوجل أن لا يحملنا ما لا طاقة لنا به وان يرحمنا ووطننا وأطفالنا وعرضنا وكل ما تعرفه من خير عن وطننا
فنحن بحاجة للرحمة كما الاموات......ويمكن اكثر
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولروحك ولاخي ولكل الشهداء السوريين
الفاتحة
محمد