news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
مسقبلنا... وفخ الحرية... بقلم : حافظ بلال

إن الفلسفة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية التي ترتكز على تحقيق المصلحة الأمريكية جعلت راسمي السياسة الخارجية الأمريكية يتجاهلون الأبعاد والجوانب الأخرى في الفعل السياسي.

 فمن حيث المبدأ يمكننا القول بأن جميع دول العالم في إطار علاقاتها وتحالفاتها تتطلع لتحقيق مصالحها, ولكن أيّة مصالح؟ بالتأكيد المصالح المشتركة وليس المصالح الأحادية, فمقولة أعيش أنا وليكن من بعدي الطوفان مقولة تفتقر إلى البعد الأخلاقي, وتحييد الأخلاق عن السياسة ليس نهجاً براغماتياً, وإنما تفكيراً ميكيافيلياً مقيتاً يُسقط الشرعية بحسناتها ليعظم الغائية على علاتها.  


وهذه إشكاليتنا مع الولايات المتحدة, فقد ظلت الولايات المتحدة لعقود تدعم أنظمة قمعية استبدادية(كنظام الشاه في إيران , ونظام حسني مبارك في مصر وبن علي في تونس ناهيك عن ملوك وأمراء الخليج) وهذه الأنظمة عملت على كم أفواه من يختلف معها في الرأي فاعتقلت واحتجزت وانتهكت الحقوق والحريات, وهي بذلك دعمت تلك الأنظمة وقوتها وهشمت مجتمعاتها.  

 

وما إن بدأت تلك الأنظمة تهتز عروشها, حتى بدأت تدعم قوى تكفيرية خطيرة لا يمكن أن تتعايش مع من يختلف معها بالرأي والفكر والدين, وتحمل في ثنايا فكرها مشروعاً تفكيكياً للمجتمع لتحويله إلى كيانات متناقضة متحاربة تلبي المصالح الأمريكيَّة التي تتطلَّب وجود دويلات طائفيَّة وعرقيَّة منفصلة عن بعضها البعض, ولا تُشكِّل أيَّ خطرٍ على مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل.

 

إن آهات المواطن العربي تتعالى, وآلامه تتزايد والطريق نحو المستقبل أغلق سابقاً بفعل الاستبداد الحليف الشرعي للولايات المتحدة, ويراد له أن يغلق حالياً بفعل قوى إرهابية مرتبطة بالولايات المتحدة لا تقبل بوجود من يختلف عنها حتى تقبل بمناقشة ترتيبات المستقبل.

فماذا يفعل الإنسان العربي أمام هذا العهر السياسي والفراغ الأخلاقي في السياسة الخارجية الأمريكية :

 

هل يخرج من وطن صودر سابقاً ويراد مصادرته حالياً, أم يخرج من ثيابه احتجاجاً واستنكاراً, أم يصمد في هذا الوطن الذي كثيراً ماصمد من أجل أبنائه.    

على ما يبدو أننا بحاجة لدفعةٍ ذاتيَّة نحو الأمام تُمكِّننا من تحقيق تطلُّعاتنا بأبعادها التحرُّريَّة والتنمويَّة, علنا نضع من خلالها نقطة النهاية لحالة(الاغتراب) التي نعيشها في وطننا والمتمثِّلة بكونه(وطناً للطامعين) لما يحتويه من ثرواتٍ وموارد, ولكنَّه ليس(وطناً لأبنائه) لما يعانونه من فقرٍ وقهرٍ وإذلال!

 

    

2012-05-12
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)