عرفته منذ سنوات طويلة عندما كان يتردد الى حقول النفط والغاز لإصلاح معدات الكترونية معقدة كان يتطلب إصلاحها أن ترسل الى بلد المنشأ ودفع تكاليف باهظة . كان يقوم باصلاحها بوقت قياسي وبكلفة متواضعة.
ولم يحدث أن استعصى عليه اصلاح . كان يتحدث الي عن مشروع وطني هام يود انجازه في بلده حماه . كان يتحدث بحماسة واضحة وعيناه تومضان ببريق حلمه الوحيد وكله ثقة وأمل , كان مصمما أن ينشأ مجمعا الكترونيا كبيرا يدرب فيه مئات الشباب على مختلف العلوم الالكترونية لينطلقوا في الساحة الوطنية لمواجهة عصر الالكترون بجدارة , اضافة الى جعل هذا المجمّع مركزا للمعلوماتية يواكب كل تطور في هذا المجال .
كنت ألتقي به عند قدومه الى الحقول على فترات متباعدة وكان يحدثني عن المراحل التي أنجزها في مشروع حلمه .لقد أنفق عشرات الملايين ماعدا قيمة الأجهزة التي وضعها في المجمع . وكنت أتابع أخباره دوما ومنها لقاء أجراه التلفزيون العربي السوري معه في المجمع .
منذ أيام قدم الى الحقول وسألته كالعادة عن أخبار مشروعه . ففوجئت بأن بريق الأمل في عينيه قد بدأ بالذبول وكانت نبرته حزينة . .. حدثني بأنه أنفق الكثير على ما وصل اليه المشروع ومن ماله الخاص ولكنه لم يعد قادرا على المتابعة لحاجة المجمع الى مزيد من الامكانيات المالية . وقال لي بأنه عرض على الكثير من الجهات العامة والمؤسسات المختصة أن تتابع ماليا اكمال هذا المشروع وأن تعود بعدها ملكيته لها ولم يتلق ردا لتاريخه .
وعدته أن أساهم في ايصال ذلك الصوت النبيل وها أنا ألجأ لمنبركم الشهير لتحقيق ذلك راجيا منكم ومن كل الجهات المسؤولة دراسة الموضوع واتخاذ الاجراءات المناسبة لاستمرار تقدم وانجاز هذا المشروع الوطني الكبير .
علي أكون قد ساهمت في تحقيق حلم واعد لرجل أبدع في عالم الالكترون . انه المهندس عمر حمشو من مدينة حماه الذي لا يصعب عليه شيء في اختصاصه . وبامكانكم الاطلاع على كل شيء في مركز المجمّع الذي سيدهشكم ببرنامجه الوطني الطموح .... شكرا لكم .