ولدت الخيانة مع ولادة الحب في قلب الانسان فكان أول انسان الذي ارتكب الخيانة هو ابن آدم  وتتابعت وراءها سلسلة الخيانة ولكن معاني الخيانة كانت متنوعة .

تجمعها كلها آلام وأحزان ودموع ولكن كان هناك معنى للخيانة يتنكر برداء التضحية وهذا ما اعتبره أنا أبشع نوع للغدر والكذب فيا أيها الانسان حاول أن تحس  معي  .. وحاول أن تفهم .. فلسفة انسان يأبى أن يكون سخرية خيانة بقناع التضحية.

فالموت كالحب لا يعرفه الا من تذوق سكراته ولا يمكن أن تجد الحب في قلوب امتلأت بالجبن والضعف فالموت لا يهابه الشجعان والحب لا يهرب منه الا الضعفاء الذي ملأ قلبهم التخاذل والجبن .

فما أصعب أن ترى الهروب خنجرا متسترا بهيئة سيف الشجاعة فكم من شجاع عاش في أسلافنا وكم من جبان هارب يعيش في أيامنا هذه مدعيا الشجاعة فكل ما يحتاجه الحب أمان عندما تدير له ظهرك وليس خنجرا يطعن بظهرك.

بعض المحبين أغبياء لأنهم يظنون انهم يجدون الحب في قلوب لا تستحق شرف الحب وذلك يحدث في أيامنا هذه لأنه لم يبقى رجل... شجاع

فيا أيها الحبيب ليس الحب في أنك تموت بقصد انك تضحي من أجل حبيبك أو حبيبتك فهذا هو لب الخيانة فانك بذلك ترتاح وتجعل المحبوب في صراع لا ينتهي مع ألم الفراق فعذرا فالحب أن تموت لأجلهم معهم أو تعيش معهم تصارعان كليكما الظروف .. الناس .. الصبر ..حتى يمل الصبر منكما فأما يرديكما قتيلان وتدفنا تحت الثرى كليكما أو تحظيا كلاكما ولو بعد سنين طوال بلقاء يقره الله.

هذه هي المعادلة الصعبة التي لا يستطيع أحد أن يفهمها الا المحبين الذي قرروا الموت ..الذين قرروا الحب ..أن يسخروا صبرهم ليكون وقود لشعلة الأمل التي تنير الدرب لحياة تجمع كليهما.

فالتضحية لأجل أن يعيش الآخر ليس حبا فالحب الكاذب هو الموت عندما يحيا الآخر فكل خائن يختلق لنفسه قبل أن يختلق للآخرين أعذارا ليقنع نفسه قبل الآخرين انه ضحى أو فعل الصواب.

فيا أيها الخائن اذا كنت تحب بصدق فقلها وتوكل على الله واذا كنت كاذبا ارحل وتباكى على الأطلال واندب وتحدث ما شئت عن القضاء والقدر.

فقناعتي  بأن الحب ليس هو الا مواجهة الموت فالهروب والجبن والتخاذل هي حروف الخيانة تصوغها أيها الخائن بأسلوب كاذب لتصوغها بشكل مهذب فلا تتحدث عن الحب وأنت الذي نكلت بروح وجعلتها تتعذب على مرأى من عينيك وأنت واقف هناك تدعي ...وتدعي الحب .

فالمرأة عندما تخون تريد أن تقتل أحدا بداخلها أما الرجل فعندما يخون فانه يحاول أن ينتقم ويدوس على امرأة عاشت أو تعيش فيه.

فيا أيها الخائن سواء كنت رجلا أم امرأة عندما تخون فأنت... قاتل

وأيتها الضحية سواء كنت رجلا أم امرأة فكوني كالنخلة شامخة واذا هزك هوى كاذب فليسقط منك سعفا بالية لا تستحق أن تكون بنخلتك ولتكمل مسيرة حياتك في صحراء الدنيا لعل حبا يكللك بالغار يوما ما.