news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
يوميات مراهق 2... بقلم : الحمامة البيضاء

كان اسمه معتز عمره 27 عاماً، شاب أسمر اللون شديد سواد الشعر حسن الوجه واسع العينين رطب اللسان حلو الكلام عريض المنكبين يوحي وجهه بالبراءة لطيف المعالم رشيق القوام لا يشكو من طول أو قصر، كان موضع غبطة من أقرانه فقد منحه الله علم ومال جاه وجمال كان بين أهله شاب مقابل ست فتيات وكان الابن المدلل في جامعته الأول وفي عمله الأكفأ


 حلم أهله أن يرونه عريساً وكانت كل فتيات القرية يتمنون الارتباط به لكنه دائما كان يقول انه لم يجد من تمتلك قلبه وتحرك كيانه وكان مفوضاً بتمثيل الشركة عندما جاءته صحفية تدعى لما تجري دراسة عن منتجات الشركة وما يشابهها من شركات وكانت لقاءاتها تكون لمرة واحدة عادةً لكنها في الشركة التي يعمل فيها معتز قد استمرت ما يزيد على عشر مرات.

 

لما كانت صحفية مميزة جميلة بكل مقاييس الجمال المعروفة ذات طول جميل شعر ذهبي طويل وعينين زرقاوين وبشرة ناصعة البياض ذات جسم رشيق وذوق رفيع في اختيار الملابس والزينة كانت جميلة الكلام ذات غنج ودلال وكان معتز موضع اهتمامها كما أصبحت موضع اهتمامه

 

وفي يوم جاء معتز أهله يزفهم البشرى أنه وجد من ستشاركه حياته وتكمل معه مستقبله وتبني معه أسرته وتكون سر سعادته وسعادة أطفاله منها ، فرح أهله جداً بهذا الخبر لكن سرعان ما انقلب فرحهم غماً وكدر لما علموا أنها تكبره بتسع سنوات .

لكن إصرار معتز وجمال لما الساحر جعلهم يوافقون ويباركون .

 

تمت الخطبة بأروع حفلة استمرت عدة ليال واستمر الحديث عنها لشهور الحديث عن تلك الأميرة التي حظيت بالأمير وكانت أشهر الخطبة أروع لحظات وأسعد ثوان يقضيها الاثنان وحدد موعد الزفاف وفي كل يوم كان يمر كان معتز يزداد إعجاباً وتعلقاً بأميرته كان يعد الأيام والليالي ليجمعهما سقف واحد وكان يحلم بالسعادة التي سيعيشونها وكان يخطط للأولاد الذين أرادهم يشبهون أمهم وتمنى لو يستطيع أن يسميهم كلهم باسمها وكانت لما بدورها تمنحه حباً كبيراً وكلاماً تطرب له الآذان وتزلزل له الأركان وتعزف له القلوب أجمل الألحان  

 

جاء اليوم الموعود يوم السعادة الأبدية جاء موعد الزفاف كان معتز وسيماً رائعاً يزيد وسامته لمعان عينيه وخفقان قلبه وكانت لما فاتنة الجمال ساحرة الطلة رآها معتز فانبهر بجمالها وسحرها وأصر أن يقود السيارة الأولى في موكبه وكانت لما تجلس إلى جانبه وأمها برفقتها وكانت السيارة تتراقص في الطريق يميناً وشمالاً مع أنغام الأغاني الرائعة التي كانت تسمع من سيارته لتملأ الكون موسيقا وألحان وكانت عروسه تطعمه الحلوى بيدها وتسمعه أجمل الكلام وتعده بحياة الأحلام وهو يطير في سماء خياله ويذوب في زرقة  عينيها غافلاً عن المقود الذي بين بيديه فكانت السيارة تأخذ يساراً يساراً والموكب خلفه يظنون أنه مازال يتراقص على أنغام الموسيقا

 

 حتى انحدرت السيارة وانقلبت على قارعة الطريق مرتين لتستقر على جنبها من جهة معتز ويبدأ المحرك بالاشتعال هرع الموكب ومن فيه من أقارب وأصدقاء للمساعدة وكان في مقدمتهم صديق عمره حسن حيث أخذ يركض ويخرج معتز ومن كان في السيارة وينقلهم إلى سيارته ليطير بهم بسرعة يسابق فيها سرعة الريح ويتحدى سرعة الضوء إلى أقرب مشفى كانت لما ووالدتها صاحيتين بينما كان معتز غارقاً في دمه كان حسن يخاطب معتز ويقول لا تخف يا صديقي ستنجو وتعود لسعادتك وحبيبتك ، وصل حسن المشفى وأدخل معتز غرفة العناية المركزة وتم الكشف في الغرفة الفحص عن لما ووالدتها التين تعرضتا لرضوض وخدوش ولكن شيئاً آخر في الحادث وتقلبات السيارة العنيفة ظهر وهو شعراً غير ذلك الشعر الذهبي الطويل المستعار شعراً كستنائياً قصير ولوناً بنياً في إحدى العينين الزرقاوتين التين لم تكونا سوى عدسات لاصقة

 

بعد قليلٍ من الوقت خرج الطبيب من العناية المركزة ليقول أن معتز قد ودع الدنيا وفارق الحياة صعق حسن ولما للخبر ودخل حسن يهز معتز بقوة ويقول لا لا تمت عندما خرجت قطعة الحلوى التي كانت لا تزال في فمه وكان لها الدور في سد مجرى التنفس عنده ولكن ما يفيد الكلام بعد أن خرجت الروح لرب الأنام

 

جلس حسن يبكي على فراق معتز وجلست إلى جنبه لما ووضعت رأسها على كتفه تبكي بحرقةٍ عريسها وتقول لحسن أن معتز كان يرى في حسن توأم روحه وهي أيضاً ترى فيه ذلك وتتوقع منه أن يلازمها في محنتها وحزنها وكان حسن يطبطب على أميرة صديقه الراحل وبعد أيام من دفن معتز ازدادت الاتصالات من لما لحسن بعد أن عادت إلى طبيعتها بالضحكات والأناقة والألوان البراقة والشعر الذهبي والعينين الملونتين وهنا شعر حسن أن لما تهيؤه ليكون وريث معتز في حياتها ورغم الجمال الساحر الذي تظهر فيه لما كان في صدر حسن نفوراً فهو يعلم ما وراء ذلك السحر من تزييف ويملك الوفاء لصديقه الذي كانت صورته في المشفى والحلوى في فمه لا تغادر عينيه تلك الحلوى التي كانت سبباً في موته.

 

وباءت كل محاولات لما بالفشل واستطاع حسن الابتعاد والخلاص من تلك المصيدة ، وكان دائماً يقول في نفسه إن الله يحبك يا معتز أن اختارك إليه قبل أن ترى ما خفي عنك وتعلم ما كان ينتظرك فالسعادة التي تبنى على زيفٍ وخداع وبناءات مغشوشة القواعد لابد أن تنهار عند أول هزة كما أن من يبيع الحبيب بعد دقائق من وفاته ليدق باب مصيدةٍ لحبٍ جديد  لا يؤمن له في شراكة حياة وتربية جيلٍ يبدأ حياة جديدة

 

أعزائي الشباب لا تخدعكم الألوان البراقة والكلام المعسول فتنسيكم التأكد من التربية والأصول .

أعزائي الفتيات لا تخدعكم مظاهرٌ خادعة وكلام ووعود فتنسوا التأكد من الأخلاق والأمانة والكرم والعهود .

 


 
2012-06-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد