الفنانة الكبيرة جداً نعومة هاجمت الفنانة القديرة جداً نسومة بقذائف مباغتة من الشتائم والاتهامات الخارقة للقلب ، الحارقة للكبد ، المفجرة للغيظ ، والمطيرة للنوم ؛ بسبب موقفها السياسي الذي تجرأت وأفصحت عنه.
أصيبت الفنانة نسومة بحالة من الهلع و الإرباك نتيجة الهجوم المفاجئ من مهاجم غير متوقع ، بتوقيت غير متوقع ، بأسلوب غير متوقع ، فردت عليها رداً يدل على أنها لا تزال تدور حول نفسها من شدة هول الصدمة ؛ فمِن مأمنه يُؤتى الحَذِرُ.
و انشطر بنو وطني من عشاق الفن إلى مؤيد للأولى ومناصر للثانية . ودارت السجالات ، و تعمقت الخلافات ، فصب بعضهم جام غضبه على الأولى ، واستمات الآخر في الهجوم على الثانية.
وكأنه لا يكفينا أن الكثير من أهل السياسة المحترفين المخضرمين الذين تاهت بوصلتهم ، وضلوا سبلهم ، فمزقوا صفنا ، وفرقوا شملنا ، فأصبحنا سيرة على كل لسان ، وتدخل في أمرنا الأنس و الجان ، وبكى علينا مَنْ قلبُهُ صوان ، حتى ننقسم إلى فريق نعومة وفريق نسومة.
ذكرني ذلك بجدتي ــ رحمها الله ــ عندما استشاطت غضباً من إحدى الثرثارات الجميلات في حضرتها ، و التي كانت تهرف بما لا تعرف، فقصفتها جدتي قائلة : ( إن شاء الله تقبريني و أنتي ساكتة ... و إن شاء الله بقبرك وانتي عم تحكي) ..