جعلتني شخصاً قد يتهاوى

إن كنت ِ عنه بعيدة ...

جعلتني شخصاً لا يعلم طعم الرائحة

إن لم تكوني سعيدة

جعلتني شخصاً إن كنت ِ بجانبه

تتبعثر مفرداته ... يصبح ُ غير قادر

على تركيب جملة مفيدة...

ها أنتِ تجلسين هناك مُبَعْثِرة ً حواسي

وأفكاري ...

تدمع مقلتاك ... فترحل عني مفرداتي ... وتهجرني أشعاري ...

تدمع مقلتاك ِ ... فيطلع القمر في وضح النهار ...

مُبرراً غياب ضياء الشمس

بأن دموعك تكفي سناءً للعالم كله ْ ...

فلماذا ستظهر الشمس ؟

ولماذا يبرز ضوء النهار ووروده وفلّه ْ ...

إن أدمعت ْ مقلتاك ِ ...

بين السطور هناك كلام ...

بين السطور هناك لغة حرب ٍ ... وسلام ...

لا تفهمها العصافير المفرّدة ولا طيور الحمام ...

لا أدري لماذا  أفهم هذه اللغة الغريبة

لا أدري لماذا أفهمها لأدخل في متاهة مريبة ...

قسماً أفهم كل الكذب العفيف

كذب ٌ ... بثوب ٍ أبيض َ نظيف

أفهم مابين السطور ...

أفهمه ... كما أفهم سقوط أوراق الأشجار في الخريف ْ ...

لكني بطريقة ما أعشقها

ولا أكتفي أبداً منها

لاأعلم لماذا ... ولكني أول مرة

أصادف هذه الأعراض ...

أن تقرأَ بابتسامة مابين السطور

وإن كان كذباً ... تبقى الابتسامة

وترافقك حيناً ... لوقت السحور

تهوى الغوص فيه ...

تهوى الغرق في تلك البحور

بصدرٍ رحب وابتسامة عريضة ...

أحب لغة مابين الاسطر ...

وليقل العالم أني فاقدة ٌ عقلي

أو مريضة

أنت َ بجانبي ... ومشاعري متقلبة ...

وقلبي من هول قربك ينفطرْ ...

أنت بجانبي ... تجلس ُ مُبَعْثِرَاً حواسي ...

والغد يمكن أن ينتظرْ ...

أنت بجانبي ممسكاً مشاعري بطرف أصبعك

قائلاً لبحر أحاسيسي : يا مطرُ انهمر ...

ألا ترى يا حبي َّ الأول ألا ترى ؟

أم أنك تلعب بأحاسيسي يا تُرى ؟

قلبي يقول : إنه يحبك أيتها الغبية .

وعقلي ينفي هذه المزاعم الخارجية ...

لا أعلم لماذا ... عندما تكون بجانبي ...

أنسى نفسي ...

أنسى أنني هنا ...

أحلق بعيداً بأحلامي

وأبني لذاتي قصوراً من الهنا ...

تسألني : لماذا ؟

لاني أحبك أنا ...

لاني أتنفسك َ

وأعيشك َ

و أحيا بك َ

لأنك َ كالهواء بالنسبة لي ...

لأنك الشمسُ و السنا ...

وما بال تلك السنة ْ ...؟؟

التي مضت ْ علينا سوياً

تحت ضوء القمر ...

نتسامر ونضحك ... متناسين البشر ...

وإني لا أنسى ...

عندما طرقت َ بابي منتصف الليل قائلاً :

إني جائع ... أطعميني ...

واضعاً يدك باحترام ٍ على الباب

فسُعدتُ ... كأنك قلت لي أحبيني ...

وعن هذا الوجود امحيني ...

فحضرت ُ لك الطعام بفرح كبير

وحلّقت ُ عالياً بالسماء ...

ووضعت ُ كل حناني ورقتي

وتصرفاتي البيضاء

ودعوت ربي أن تستسيغ هذا الدواءْ !!!

نعم ... دواءْ ...

دواءٌ لقلّة نظركَ فإنك لست ترى

من يعشقك ومن يهواك ...

من إن سافر إلى الفردوس لن ينساك ...

من يموت مئة ألف مرّة آملاً رضاك ...

من يعيش على ذكراك ...

ويموت على هواك ...

من يتنفس رحيق أنفاسك

من يقبل التراب تحت نعالك

من يرجو أن يكون أملك

من يسعى أن يكون ببالك

من يرض الموت بنبالك

من يرفض الحرية ... مقابل الاحتجاز بحبالك ...

قلتَ لي : كيف يؤكل هذا الطعام ؟؟؟

والبسمة على وجنتيك

فحملتُه وأطعمتك إياه متأملّة جمال شفتيك ...

شعرت بسعادةٍ كبيرة ...

لاني أطعمتُ بيديَّ ... الأميرا ...

والأمير مسح البقايا من على يديَّ ...

يا إلهي كم أعشق عندما تمازحني ...

عندها أشعر أن نبضاتي تسابقني للوصول إليك ...

للاحتماء بين ذراعيك ...

لتقبيل وجنتيك ...

كم أعشق ثيابك ... كم منها أغار

كم أموت عندما أراها قريبة منك ... ومن يديك ...

وكم أعشق شفتيك

والكلام الذي تتفجر به عينيك ...

وكم أتمنى أن أسكن ببساتين جفنيك ...

يوم أحببتك عرفت وقتها كيف يمكن للإنسان أن يغار

كيف يمكن للجبال من الغيرة أن تنهار

 وكيف بسبب محبوبك ... ملايين المعابد تُنارْ ...

وكم أتمنى أن تكون لي وحدي ...

وأن ننسى كل الناس ولنسكن بجانب الأقمارْ ...

ولنأخذ معنا براعم أشجارٍ صغار ...

لكي تنبت بجانبنا الأزهارْ ...

لنسقيها بجانبنا ...

قل لي : ألا يحقُّ لي أن أغار ؟؟

ألا يحق لي أن أقلب الليل إلى نهار ...

إذا رأيتك مع غيري ...

إذا أحسستُ أنك لغيري ...

لذا ...  دعني  أغار ...

واسترح أنت على أريكةٍ من الأقحوان والنوّار...

لماذا أغار يا حبيبي ...

لاني أطمع بك لي وحدي ... لهذا أغار ...