news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
الالغاء والتجزئة والفرمتة...بقلم : علاء الدين حسو

-1-

تقولي صديقتي الشاعرة:

- ليتني أتحكم بمشاعري مثلما يتحكم (الروموت كنترول) بالتلفاز.

 

ترشف قهوة الصباح ثم تقول:

-  ليتني (أفرمت) ذاكرتي مثلما (تفرمت) ابنتي الحاسوب حين يستفحل الفيروس.


-2-

ميزة أم عيب !؟..

التحكم بالمشاعر ، تحب، تكره، تقبل، ترفض متى تشاء .

عيب أم ميزة؟

تلغي غير المرغوب من حياتك، تاريخك.  وتعيد التجزئة لترتيب الملفات المبعثرة هنا وهناك ، والملفات التي تنكد وتبطئ عيشك ، وحين يستفحل الفيروس أو الدخيل تعمد إلى الفرمتة والبدء من جديد .. تماما مثل خطوات تنظيف الحاسوب.

 

-3-

صدر صديقتي الشاعرة يثير لعاب أعدائها قبل أصدقاءها، صدرٌ ناهد والحلمتان كمنقاري حجلين توأمين كما يقول شيخ الأدباء حنا مينا ... إلا أنا.

الذي يثيرني مشهدُ الإبطين، الناعمين، العاريين، الرقيقين والفواحين.

وأعشق الصيف لأنه يمنحني رؤيتهما .

تعرفُ صديقتي هذا وتفرح ..

لذا في الصيف، تعاقبني أو تكافئني .

بإلغاء أو تثبيت المشهد.

 

-4-

هل من الصعب حقًا ، فرمتة الحياة ؟!

الغرب فرمت نفسه . وتخبط . وهو يختار الشرق للتجريب .

الشرق تعرّضَ ويتعرّضُ وسيتعرضْ دومًا للفرمتة.

العباسيون فرمتوا الأمويين

والمماليك فرمتوا العباسين

والعثمانيون فرمتوا المماليك

والاتحاديون الترقيون فرمتوا العثمانين

والغرب بعث لنا، المفرمتان سايكس وبيكو.

 

-5-

التكنولوجيا، بعدتنا وقربتنا.

جعلت الكل واحد والواحد كل.

نرجستنا.

اتسعت علاقتنا وطفحت عبر القارات. جعلتنا نسمع أنين الأطفال وآهات الرجال وأوهاات النساء . و شغلتنا بالبحث عن صورتنا في الشاشة .

أعطتنا العالم وأخذتنا .

الشاشات السائلة ، أغرقتنا.

 

-6-

أفلامًا عدة ، عربية وتركية وغربية . تستوحي حكاية غويا .

ذلك الذي باع روحه للشيطان .

تلك هي الصفقة .

والذي يرغب بالمزيد فليشاهد سلسلة الماتركس أو سلسلة سيد الخاتم .

 

-7-

 

تسألني أحيانًا، وهي تعقد شعرها :

- لما الإبط؟

أنتظر فراغها من عقد شعرها وإسدال ذراعيها ثم أقول:

-       لا أدري ، ولكن ألم تخلق أمّنا حواء من ضلع  أبينا أدم ؟

تضحك ومن ثم تقول :

- بدك فرمتة .

 

2012-07-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد