ثانياًـ مشكلة المحروقات وتداعياتها المرة:
لقد ذكرنا في مقالة سابقة /اقتراحات هامة / وقلنا إن المحروقات، و خاصة المازوت خط أحمر ، لأنه يدخل في كافة مجالات الحياة ومفاصلها ومرافقها الهامة أيضاً ،وأنه قد اعتمد آنذاك أحد الاقتراحات ،وهو جعل ليتر المازوت بـ 15 ل.س خمسة عشر فقط ، و التعويض على ذوي الدخل المحدود تحت بند التدفئة، وهكذا حصل ، لا بل أكثر فقد أُدخلَ التعويض في صلب الراتب ، ولكن يبدو أن أصحاب القرار الاقتصادي لديهم رأي آخر ،إذ رفعوا من جديد سعر الليتر الى 20ل.س ،وربما غداً أكثر...!!،وكأنهم لم يتعظوا مما فعلوه سابقاً ، فهل سوريا حقل تجارب للفريق الاقتصادي ،الذي بدأ بتخصيص آلف ليتر لكل عائلة سنوياً ،ثم استعاض عنها بدفع مبلغ 10000 ل. س عشرة آلاف لكل أسرة ،بعد اكتشاف أن الحل الأول مليء بالفساد لا بل و الثاني بهذا أسوأ ...!!،حيث رفعوا حينها سعر ليتر المازوت إلى 25 ل. س ،فكانت فيه كارثة على الموسم الزراعي والصناعي عام 2009 وغير ذلك الكثير تضرر ، ورغم خفض السعر الى 20ل.س لليتر ، فقد ضاع جزء كبير من المواسم الزراعية و الصناعية وغيرهما عام،2010 ،ثم استقروا على سعر 15 ل.س لليتر مع التعويض كما ذكرنا...، فتحسنت المواسم عام 2011، و الناس انتعشت نشاطاتها في كل المناحي والمجالات ، وحمدت الله و شكرت الحكومة على ذلك..
لكن الفريق الاقتصادي عاد إلى أسلوب التجريب الفاشل والمقيت تحت ذرائع، في ظاهرها الحق ، و في باطنها الباطل، بدليل نتائج تأثير هذه الاعمال على المواسم الزراعية و الصناعية وغيرها السلبية و الضارة جداً ، التي تَقرب من الأثار الكارثية ، فالمحصول الزراعي استراتيجي ،يضمن بالتأكيد الأمن الغذائي الأهم للوطن ، والتأثير السلبي البالغ ، لرفع سعر ليتر المازوت مؤكد عملياً ، وسيءٌ على كافة النشاطات الإنتاجية ، وللآسف سيعمد هذا الفريق الاقتصادي الى رفع سعر كيلو واط ساعي من الكهرباء أيضاً، حتى إذا هرب المواطن المنتج من غلاء المازوت ، واتجه الى الكهرباء، كما حصل سابقاً، فسيجدها كاوية أسعارها أيضاً ، و ليقال هرب من تحت الدلف الى تحت المزراب....،فتصور معي يا صاح هذا البلاء القدري ، لذلك اقترح :
1ـ تثبيت سعر المازوت ب 15 ل.س خمسة عشر ليرة سورية وتتحمل الدولة الفرق باستمرار الدعم للمازوت ، حفاظاً على المواسم بأنواعها منتعشة، وحفاظاً على الثروة الوطنية و على الامن الغذائي سالمين أيضاً.....!!
2ـ تثبيت سعر كيلوواط ساعي من الكهرباء ،و إبقائه كما هو، و لا داع لرفع سعره مهما كانت المبررات....،و ليستمر الدعم لهذا القطاع . أيضاً تشجيعاً لكل المنتجين الجادين الشرفاء في القطاع العام و الخاص دعماً لهم مؤكداً أيضاً.....
3 ـ رفع سعر ربطة الخبز الى 25 ل.س ، بعد إعادة وزنها الى 2 كغ، وسيخفف ذلك ،و لو جزءاً بسيطاً من كلفة الدعم .
4 ـ رفع سعر كيلو غرام السكر التمويني الى 20 ل.س و كيلو غرام الرز التمويني الى 25 ل.س، و سيخفف هذا قليلاً من كلفة الدعم أيضاً ، و لا تتأثر كثيرأ ميزانية المواطن الواعي للظروف الحالية.... .
5 ـ إعادة الهيبة لجرة الغاز،بإعادة وزنها الى الطبيعي العالمي، و لا داعي لرفع سعرها للمرة الثالثة أو الرابعة ، خاصة بعد السماح لتجار القطاع الخاص باستيراد الغاز المنزلي المعلن ،فهم سيتحكمون بفرض الأسعار، التي تحقق لهم الارباح التي ينشدون ، و لا يهمهم غير ذلك ، بالإضافة لوجود المخزون الاستراتيجي الهائل لدينا من الغاز ، لم يستثمر منه إلا القليل حتى الان، وهو قابل للتصدير أيضاً، ،بالإضافة لهبات الدول الصديقة ، لبلدنا من هذه المادة و التي سمع بها المواطن من الإعلام....!! فلماذا الازمة التي خلقتم وغيركم، ورفع الأسعار القاهر المتتالي الذي اعتمدتم ، فالغاز كالقمح من عندنا ؟! فلماذا وثم لماذا هذا يا سلطتنا المختصة الموقرة؟!
و بالمقابل و للحقيقة و الواقع نقول، أعان الله الحكومة على المشاكل و الازمات التي تتعرض لها ، وكذلك أعان الله المواطن ألف مرة على ذلك، فليهدي أو يمحق الله تعالى آثرياء الازمات ،لأنهم لا يستحون و لا يتقون، و الحرب مستعرة في سوريا وعليها ، وليدعوا المواطن يعيش بقليل من الطمأنينة و الاستقرار ،و لهذا لا بد من تثبيت الأسعار الملتهبة بفعل هؤلاء الطامحون الى الثراء الفاحش ، بأي وسيلة حتى صغارهم يفعلون ذلك ،فلا رادع خارجي و لا رادع من ضمير ،ويبدو إننا نعيش عصر ما قبل الحضارة ، من حيث الجشع و النزوات والرغبات الغريزية الفردية ، المنطلقة من عقالها والمنفلتة من ضوابطها ، هكذا يبدو لي المشهد ،و الله أعلم .
وبالمناسبة أعتقد أنه بلا مبدأ العقاب و الثواب لن تستقيم الامور، و لن يكون هناك عدل و إنصاف و مساواة بين الناس ،فاستعينوا بالقصاص يا آولي الأمر، في هذه الظروف الأسوأ والأقسى ، الذي يمر بها الوطن و الناس ، عملاً بالآية الكريمة / ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب / صدق الله العظيم
ثالثاً عدادات الكهرباء النافرة كالوشم الرديء:
مهلاً و يكفي يا وزارة الكهرباء و يا إدارة محلية ويا مؤسسات الكهرباء أينما كنتم ...،خاصة في حماه لأنني لا أعلم إذا كان الآمر جار في مناطق أخرى في القطر ،وهو إخراج عدادات الكهرباء من المحال التجارية والمنازل و البنايات إلى الشوارع ، لتكون ظاهرة للعيان ليسهل الكشف عليها ، وللحد من سرقات الكهرباء ، كما يدعون ، يكفي تشويهاً للمنظر العام ، وهي تبدو كالدمامل المخيفة البارزة للعيان ، في إساءتها للمجال العمراني ....، فلماذا كان هذا الاجراء الفاشل و المسيء و المشوه ؟! مع أن العدادات أصبح أغلبها الكترونياً ، والمواطن مسؤول عن تسهيل قراءة عداده ، وهل ينقصها، أي البلد ،هذا التشويه الجديد المجاني ؟؟ فتخيل يا صاح ، بناء من ثلاث طوابق أو خمسة ، وفقط في كل طابق شقتان ، أي ستة عدادات أو عشر عدادات ....، أين ستضعهم مؤسسة الكهرباء خارج البناء ،أي على مدخله من الخارج ؟
عجباً يا كهرباء ثم عجباً إدارة محلية ، ورجاء تجولوا في شوارع و أزقة سلمية ، لتصدمكم المناظر الخلابة ، للعدادات المتكدسة فوق بعضها البعض ،وتتزاحم في واجهات المحال و الابنية ، مما لا يليق و لا يقبله عقل و لا منطق ،و لا مسوغاً حقيقياً له كائناً ما يكون ، لتبدو بكل هذه البشاعة و القبح ، والاساءة للذوق العام و المنظر العام العمراني و الجمال الحضاري الناشيء ، و المتطلع نحو الارقى و الاجمل و الاكمل ؟!! يا ستار يا مغيث..، فهل نحن في سلمية قرية صغيرة متناثرة بيوتها هنا وهناك ( مع الاحترام لكل القرى)، ولا ضَير عندها من الاجراء المذكور ، أم أننا في مدينة عريقة عراقة التاريخ وجمالها من جمال شعرائها ومثقفيها و أهلها الكرام، أهل الكرامة و الكرم ....،والسؤال هل يتخيل أحد في هذا العالم و في القرن الواحد و العشرين ،أن يوجد من يفكر و يصدر مثل هكذا قرار ، يضيف عيوباً وعورات صارخة لما هو طافح... ،....فاستحي يا هذا ... فكلك عورات و للناس أعين ؟؟
لذلك و بعد هذا العرض ، أقترح إلغاء القرار الشائن الفاشل المذكور ، وإعادة عدادات الكهرباء المهاجرة إلى قواعدها سالمة داخل المحال و المنازل و البنايات ، وكفى المؤمنين شر الارتجال و الجدال ....!!
و بالمناسبة أقترح أيضاً السعي الحثيث و الجدي المجدي ،لتخفيض الفاقدين من الطاقة الكهربائية البالغين نحو 50% ، 25 % لكل من الفاقد الفني و الفاقد المهدور بالاستجرار غير المشروع للكهرباء بالسطو و الاختلاس و الاهمال أيضاً ،إلى الحد الادنى الممكن و المقبول عالمياً ،حفاظاً على ثروة الوطن الهامة ، وتخفيض كلفة فاتورة الكهرباء على المواطن، الذي يدفعها مضاعفة غالباً،ربما لتعويض الفاقد ،خاصة أن هذا الفاقد الكبير في الطاقة الكهربائية ، معلن في الصحف منذ أكثر من عشر سنوات ، ولا يزال صامداً...، فعجباً و آلف عجب يا سلطة مختصة ....؟!!
رابعاً الخاتمة:
وفي الختام نقول ان كل ما قدمناه وعرضناه سيبقى حبراً على ورق ،ما لم تضع أزارها بالنصر الحرب الكونية المعتوهة التي تشن على سوريا بكل أنواع الاسلحة الإعلامية و النفسية و الاقتصادية و الامنية أولاً، وبالأعمال الارهابية القذرة للمجموعات الإرهابية المسلحة ، المأجورة بالمال الحرام ،والمغلقة عقولها لا بل المعطلة ،و ربما المخربة بفعل الدس الرخيص البالغ جداً والتحريض الكبير جداً ، وبهذا الحجم الهائل من الاضاليل و الاكاذيب و الافتراءات ، بل و الخرافات القاتلة ، التي تدفع بأصحابها إلى الموت المجاني ، المخطط من أسيادهم الامريكان و الصهاينة و الغرب الاستعماري، وعربان المجون والكفر و التكفير و الزندقة ،المتباهين بغوصهم الفاجر في الفحشاء و المنكر و البغي ،،هدانا الله و إياكم أيها الضالون المضللون الجاهلون المتخلفون و المساكين ، عناصر المجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة، الذين يدفعكم أسيادكم إلى مناطحة الصخرة الصلداء الشماء ، لتلقون حتفكم المحتوم ، ويتخلصون منكم حتماً ونهائياً ، بعد انتهاء دوركم وصلاحيتكم ،و بعد أن تكونوا قد قتلتم وذبحتم من أهلكم ، ودمرتم و حرقتم وخربتم في بلدكم ظلماً وعدواناً ، كما يشاء و يريد لكم هؤلاء الاسياد الطغاة المجرمون العتاة...، فأحذروا جيداً ، و افهموا جيداً ، واستيقظوا من نومكم العميق، و نعيد و نكرر آلف مرة ، هدانا الله و إياكم ، سواء السبيل ،وعودوا إلى جادة الصواب ، وتوبوا إلى رشدكم ،وتوبوا إلى ربكم ، وادخلوا البلد الامين ،آمنين سالمين أحراراً ، مواطنين صالحين ، و كرماء مخلصين ، لوطنكم و شعبكم و أمتكم العربية و الإسلامية ، و الله السميع البصير والمستجيب لدعاء الداعين ...، وأنني أقول لكم و الله العظيم أيها المسلحون أسيادكم يريدون التخلص منكم بالموت المؤكد ، و من أعبائكم ،ومن أخطاركم عليهم و على مصالحهم ، وعلى مصالح الحلفاء و الأتباع ، و أولاً إسرائيل و أخيراً إسرائيل....!! ألا تتفكرون و ترشدون ؟!و حمى الله سوريا و أهلها الاطهر و الاشرف و الأوفى و الأخلص و الأنبل ....،فاحذروا أيها الناس ضربة الجبان ،وغدر المهزوم وانتقامه القادم الماثل للعيان أبداً....،والنصر لنا قادم بإذن الله تعالى ،و الهزيمة و العار و الشنار لأعدائنا الأشرار لا محالة واقعة حتماً
و السلام عليكم
دمشق حزيران2012 ;