بين حمص ومشارق دمشق .. أوقفني حاجز دقائق للعبور

تحت شمس حارقة في المكروه تمر الثواني ...دهور

ومازالت الإحداث و الحواجز في سورية منذ عدة شهور

أظن إن مصالح الدول الكبرى هي من تقرر وقت العبور

سموا المسرحية بالربيع العربي أولاد الجحور

لكن نعرف إنهم  لا يريدون العنب بل الناطور

وقد طالت المسرحية ومل الجمهور

وهل الربيع يسقى بالدماء و الكافور

وهل يعاد إصلاح الزجاج المكسور

لقد طال وقت العبور

وتهافتت الدول لطلب يد سوريا وزادت المهور

لتأخذها عروسا جارية لملوك العهور

ونسيت الخطابة ..ماضي تلك العروس على مر العصور

وان الضواري و الزواحف لا تخيف النسور

وان العروس هي التي تختار أقوى الذكور

وانا ما زلت في الصندوق على الحدود انتظر العبور

اليوم تسيل دماء السوريون كالخمور

في كؤوس السياسيين و المعارضين محبين الظهور

فيصبحون سكارى ويخلطون الأمور

ويتنافسون في زيادة عدد الجثث في القبور

عجبا!!! كيف يمشي على الأرض من تعود ركوب الخيول

وصارت الأسلحة تهرب على لحدود كالتمور

وفن الكذب نوتات موسيقية بين السطور

وزادت أموال صاحبي شهادات الزور

ولا اعرف هل سيطول الانتظار للعبور

أقولها من قلب مقهور

إن الأرانب أصبحت نمور

و الخفافيش صقور

و النحل صار دبور

و الدبابير نسور

وقطعت أزرار الزهور

يجمع عسله من رحيق القبور

وتحول القلم إلى ساطور

ليقطع الأجساد إلى شطور

وانتشر بين جيران الأمس... الشرور

بترت الألسن وكممت الثغور

وقطعت  الطرق و الماء من الصنبور

وأوراق النعوة منتشرة على الحيطان كالبذور

وانتشرت روائح الانفجارات بدلا من رائحة البخور

واختبأت الطيور في الجحور

وأخيرا وبعد التفتييش ألخلبي .. سمح لنا بالعبور

اعرف شيئا واحد وأقوله دون غرور

إن المواطن السوري هو الوحيد المغدور

لأنه جاهل بما يجري حوله يدور

يعيش مثل الأطرش في التنور

ولا هو ناصر في الحرب ولا منصور

ولا أنا ولا أنت يعرف وقت العبور

هل سيعود يوما تغريد الشحرور

هل سيمحى يوما صوت الشرور

وتعود روائح المحبة و العطور

وينتهي صوت الرصاص و الحقد المطمور

وتمتد الأيادي لبعضها وتفتح الصدور

وننسى طلب الانتقام للدم المهدور

وتغيب الظلمة مع الظلام ويعود صوت النور

صعب الآن أن تجد قدر يحوي تلك القدور

لان حوار المثقفين  فيما بينهم فجور

إلى متى سيبقى الشعب السوري صبور

هل ا لحل أحجية في قارور ؟؟

ام اتفاقية محفوظة في جارور ؟؟

تقرر وقت وزمن العبور ....

اليوم ينادي بردى الفرات و العاصي يستغيث بالخابور

وحي الحميدية يذكر الميدان وحي الشاغور

بماضي الثوار الشرفاء و الشعب الصبور

وكيف كانت تنادي أم احمد لام الياس ...لتولد بدر البدور

وفي رمضان تجتمع عائلات أبو احمد وأبو جوزيف على الفطور

وصوت المدفع المنتظر يعلن السحور

وصوت الأجراس مع المؤذن لحن يفرج الصدور

و الفقراء و المحتاجين يجتمعون حول القدور

وبين أطفال الحي يعم الفرح و السرور

يحلمون ويصلون ليأتي العبور !!!!!!!!!!!!!

ادوار 13/7/2012