سؤال يحير المحب في محبوبه.. سؤال يجعل المحب لا ينام...
سؤال يأخذ بالمحب لعوالم غريبة...سؤال وسؤال وسؤال...
ولكن أين الإجابة..
إلى كل محب ومحبوب.....
من أنت؟
من أنت؟
من أنت ؟
يا من لا تزال
توقظ في داخلي ذاك الإحساس
الذي ما شعرت به قبلا
موج عشقك يتخبط في محيط فؤادي
ما أروعهُ تلاطم المياه بالأمواجِ
كتوحدٍ لعاشقينِ
و أن أستيقظ منك يا سيدي
هذا مُحالُ.. و أنا أنادي عليك
من أعماق حزني .. وتنهمر مني دمعتي
من لوعةٍ ووجدِ.. وحُرقةٍ و شوقِ
وحيرةِ قلبي الذي... ما لبث أن دقّ حياً
رأيته مات فيكَ
من أنت ؟
أيا رجلاً كشجر الزيتون
في موسمٍ بلا مطرْ
أنتظر قبل اقتطافك
القطراتَ أن تنهمر
من أنت ؟
أيا طفلاً في شهره السابع
وُلد قبل ميقاته.... عنيدٌ..
نادرْ...
من أنت يا سيدي ؟
من أنت لتحي قلبيَ الذي مات فيّ ؟
من أنت أيقظت فيه رغبةً منسيةْ ؟
من أنت يا سيدي ؟
قد احتارت بيَ الفلسفات
وأين تكونت؟
إذ ما غاب عنِّي عصرٌ وما فات!
بحور الدنيا جُلتها بما فيها
فاتني بحرك.. أغرقني عذبك
عجبتُ منك.. وعجزتُ عنك
من أنت؟..ولِم أنت؟..وما أنت؟
لستَ قادراً على الإجابة يا سيدي !
لكني أظنُّك استحوذت عليّ بدهائكَ
أحسنت!
سفنٌ حُطِّّمت بين موجي
بلا رفقٍ
وكذا أعلامها نُكِّست على أرضي
بلا هوادة
ما أشعلتْ قناديلُها فتيلاً
ولا حتى شموعا
أمّا سفينك!
ســـفينك الذي حطّم كُلّ مقاييسِ الأمن والسلامة
وتاهت عنه مخابرات الألم العشقية
وخفر السواحل القلبية
وخُدِّرت منه أجهزة التَنَصُّتْ الحسية
واللاحسية
ونامت عنه لجان الترصد بتعويذة
فباتت أرضي كخليةٍ بلا جهازٍ للمناعة
فاستوطنتَ فيها واستعمرتْ
برّاً وبحرا
سهلاً وجبلا
أرضاً وجوّا.. من أنتْ ؟
زلزلتني زلــــزالاً
أيقظت داخـــلي البركـــانَ
من أنت....يا رجلاً
صنعت رجولتك من ضعفي
وجليدك تأصّل من جمري
وزاد فيّ جمراً وأوقد ناراً
أنت كالشتاء في نيسان
هطلتَ زخاتٍ
هزتّ بيَ الوجدان
عزفتُ كلماتي فصولاً
ونثرتها على خريف شجرتك
فاختر لك منها فصلاً
يكن عندي يوم ميلادك
كيف هكذا أصبحتْ ؟
ألانك كنت أول شهرٍ من سنتي العشقية ؟
أو كنتَ عاصمةً لوطني الجديدْ ؟
أو شتلةً زُرعتْ هنا بمحض الصدفة
أو نثرك غبار الطلع في الربيع
فتأصّلتَ في أعماقي
وكبرتُ بك
فعبّرت عنك هكذا كلماتي
حتى بي امتزجتْ
من أنت ؟
أيا يوماً من عمري حلمتُ به...
أيا لحظةً في الزمن لم تُخلق بعد ...