news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
المسيحيون في سوريا ... بقلم: كابي يوسف

 في الأونة الأخيرة انتشرت في وسائل الاعلام بعض الأخبار أو المقالات والتحليلات عن حال المسيحيين السوريين في ظل الأزمة الكبيرة التي تعصف بالبلاد. وقد أراد هؤلاء عن قصد أو بدونه أن يحصروا الموضوع في خانة الاضطهاد المستهدف الذي يتعرض له المسيحي في سوريا الغالية. وهو على العموم بمثابة توصيف غير دقيق بل واستغلال من مطلقي هذه التصريحات والتحليلات .


سوريا في خطر، وتمر بمرحلة عنف ودمار؟ نعم، بكل تأكيد.

سوريا تتعرض لمؤامرة دولية كبرى؟ نعم.

 

في داخل سوريا معارضة ترفض الفساد بأشكاله؟ نعم، لكن المعارضة الشريفة تمكث في بيتها تستنكر مايقوم به بعض المرتزقة والمأجورين من قتل وتدمير، وسفك للدماء في شوارع البلاد.

المسيحيون في سوريا في خطر؟ نعم، لكن ليسوا هم المستهدفون فقط، فهم في خطر محدق مع باقي أبناء سوريا من المسلمين.

هل تزايدت الهجرات وطلبات الهجرة من المسيحيين؟ نعم، وكذلك من المسلمين.

 

هل يموت المسيحي في سوريا؟ نعم لكن جنباً إلى جنب مع أخيه المسلم. فالجندي المسيحي يدافع عن بلده مع الجندي المسلم في الجيش النظامي ويستشهدان معاً.

المدني المسيحي يذهب إلى مكان عمله مع المدني المسلم، فيختطفان من حافلة واحدة، أو يتصادف مرورهما مع تفجير يودي بحياتهما معاً.

لا أحد فجر كنيسة أو قتل رعاتها أو أبناء رعيتها، حتى الكاهن الشهيد استشهد بالخطأ أثناء اسعافه أحدهم. وكنيسة أم الزنار أو غيرها أُصيبت ليس لأنها كنيسة، بل لأنها في مرمى اطلاق النار.

 

دائماً عاش المسيحي بأمان في سوريا وتكرس الأمر بوضوح خلال القرن الماضي. وإن كنا لا نُنكر التعصب من بعضهم سواء ظهر للعلن أو بقي في العقل والقلب، لكن سوريا كانت واحة للأمان للمسلم والمسيحي معاً. كنائسنا تشهد، وأديرتنا واحتفالاتنا العلنية. مؤسساتنا وجمعياتنا تمارس أنشطتها، وفرقنا الموسيقية تصدح في شوارع سوريا وعلى مسارحها لتعلن أننا أبناء أصلاء وشرفاء في هذا الوطن الكبير.

 

لا أحد يصيد في الماء العكرة، أو يستغل الظروف ليطلق الشعارات الرنانة أو انذارات الخطر الكاذبة. أرجوكم يكفي الوطن نزيفه، ولنصلي في كنائسنا وجوامعنا التي لا تزال مفتوحة لكي تعبر هذه الغيمة الشديدة السواد. ولنعمل معاً بمحبة وايثار لنعيد الألق لشعارنا الذي لطالما عشناه دائماً، إن الدين لله والوطن للجميع. لذلك رجاء أن لا يحاول أحد أن يصنف المسيحي مع النظام أو المعارضة، أو يطالبه بإن يحدد موقفه كما يجري الآن .

 

فالمسيحي حاله كحال المسلم المعتدل لايحمل سلاحاً إلا دفاعاً عن الوطن ضد الأعداء . المسيحي لا يحب القتل والتدمير وقد تربى على المحبة للجميع حتى الموت على مثال معلمه الصالح. المسيحي مع الوطن والأرض والتاريخ . يعيش ويموت مخلصاً لوطنه ومضحياً لأجل بنيانه ونموه. ونحن محكومون بالثقة بإلهنا الحي القدوس الذي يريد أن يطهر الوطن ويلده من جديد أكثر نقاء واشراقاً، وعزة وكرامة.
 

 


 
2012-09-03
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد