اعتنقت المنطق كـ اعتناقي الأديان
مازلت هاوية الاحتراف ومازلت أبحث واستجدي
الأمل من هنا و هناك
من منارة اسمها سورية..
ومن نسائم تلفحني من دمشق..
ومن عشق أُسدل عليه الستار لحين موعده المقدر ..
كم من منطق جردني من نفسي..
كم من منطق نهاني عن بعض المبادئ..
حتى غدا بوصلتي..
كنت البارحة في إحدى شوارع دمشق..
إذ يكفيها صفة "دمشق" حتى تحمل ذاك الجمال والسحر
والحنين الذي بات متلازمة يومية في حياتي..
ذاكرتي، كم هي صاخبة..
ومحملة ومثقلة بالأشخاص وبالأماكن
أناس، كأن الزمان توقف عندها..
وأناس، من الماضي بقيت في الماضي..
أما حاضري هذا..
والذي لا يشبه أيا حاضر
سكنت أناس في حياتي كالملائكة التي تحميني في كل مكان
وأجدها في كل مكان أخطوه
ماهذا السر الذي تحمله
وماتلك القوة والإيمان
يالا جمال غيابهم الحاضر دائماً
لم أكن سائحة يوماً
ولم أكن لأسافر كل هذا العالم
والذي يشغل مساحة من الأرض لا يستحقها
وحتى في هذه اللحظات لا حاجة ليشغل مساحة من كلماتي
ومن أبجديتي التي تغدو جميلة حين أسطر ها عن عالمي ..
جال في خاطري الكثير الكثير مما حدث
وفي لحظة ضائعة نكرة
لا تعرف الله
تحولت
من إنسانة تمتلك مبادئ إلى هامش من هامش الحياة
اختل توازني برهة
استعنت بالموسيقا التي باتت رفيقتي في الأزمات والمناسبات وفي كل مكان
استمعت حينها إلى مقطع من أغنية "لبسوا الكفافي" بصوت أميمة خليل:
راحوا.. راحوا.. لبسوا العتم بقامات مهيوبة
ناديت بالله ارجعوا.. ما تلفتوا صوبي
يا بدر ضوي السما كرمال محبوبي
لا حصان جايب حدا ولا سرج عم بيرن
تلك أغنية وكلمات وإحساس وفقط
ولكنها أعادت لي بعض التوازن
عدت إلى دمشقيتي
إلى نفسي وعدت مؤمنة
عادت لي الحياة وبعثت في الروح من جديد
ونظرت إلى السماء والأرض
والعدالة في الحياة
عدت إلى صفات الله سبحانه
"العدل"
وحينها قلت :
إنها لعدالة السماء على الأرض
………………….