تتنقل بين المحطات باحثا عن ربع الحقيقة فتجدها قد جمعت اغراضها وارتحلت الى جهة مجهوله او قررت الانتحار بركوب البحر في قارب مهترىء مكشوف لتجد لها جزيرة مهجوره تقضي فيها الحقيقة ما تبقى لها من ايام او سنوات بعيدا عن عالم الدجل وعقول مثل رؤوس الفجل ببياضها الناصع من الداخل او بلون تفاحة جميلة القشره داخلها عفن اسود

 واما كلمة (الفساد) التي تسمعها في اليوم الواحد عشرات المرات ينطق بها الجميع ولا ادري من يمارس الفساد ومن يقف ضد الفساد وهل يمكن لرجل فقير سقف بيته من الصفيح او الاسمنت المتآكل لا يقيه حر الشمس ولا قطرات المطر ولا يتمكن من تأمين رغيف الخبز الجاف لعائلته ان يكون هو من يمارس الفساد وما هي امكانياته وادواته وآلياته لممارسة الفساد وبالامس اغلقت التلفاز من القهر لسماعي حوار على محطه جديده و ولكن صاحبها اعلامي متجدد ويدعي الحياديه ولكنه يحاول الصمود في وقفته المتمايله وهو يضع كل من فردتي حذائه ومعها احدى رجليه  في قاربين يسيران باتجاهين متعاكسين

 واول ما سمعت من رجل تتوسم فيه الخير للمكانة التي يحتلها بين جماعته الطيفيه في طائفة معينه في بلد هامشي اعتقدت ان روح جيفارا قد عادت في جسد هذا الرجل الذي ارغى وازبد بالتحدث عن الديمقراطيه والحريه والحقوق ومحاربة (الفساد) وقد اصابتني الصدمه من كلمة (محاربة  الفساد) التي قررت الرحيل اخيرا من كثرة ما علكها كل الفاسدين والمفسدين في الارض وقرروا محاربتها وهي جزء لا يتجزأ من تركيبتهم وبدل ان يشكروها لانها الركوبة الرخيصه لاعتلاء ظهر الشعوب بادعاء رفع  الظلم عنهم ولكن يتغير شكل الظالم  ويبقى  الظلم  بجوهره وادواته المستحدثه وبثقل يزيد من انين المسحوقين وصراخ امعاء الجائعين

والسؤال هو هل يمكن للانسان ان يفتح حربا مع نفسه ولتضرب يده رأسه او يده اليمنى وجهه وهل من يتحدث عن الفساد وهو سلمه للتسلط وجزء من تركيبته يستطيع محاربة الفساد  ومن كثرة الاستخدام غدت كلمة فساد مثل ثوب مهترىء  منخور بالثقوب ولم يعد من طاقه للفساد على تحمل الاستخدام من الفاسدين والعابثين اكثر من ذلك فقررت الهرب حتى ولو الى الجحيم لان حياتها وتناقلها بين الايدي وعلكها اصابها بيأس بلا حدود واحباط ابعد من اللانهايه