news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ربط الجامعة بالمجتمع هدف أم مجرد شعار... بقلم : رأفت قطاع

الكل يعلم أنه و منذ عدة سنوات و الحكومة ترفع شعار ربط الجامعة بالمجتمع ضمن ما يعرف بمسيرة التطوير و التحديث التي تشمل كل مجالات العمل التربوي و العلمي لبلادنا, و لا يخفى على أحد أن بعض المواطنين يعتقد و دون مجاملة أن الأمة العربية عموماً تحولت على مر الزمن إلى أمه شعارات لا أمة أهداف.


 و أنها نسيت لأسباب كثيرة بتنا نعرفها بأن الشعارات هي في الحقيقة أهداف يتوجب علينا تحقيقها لأنها تعني في النهاية بقائنا و استمرارية وجودنا كأمة, و لعل شعار أو هدف ربط الجامعة بالمجتمع يعتبر أحد أهم و أخطر الأهداف لان له تأثر عميق على تطور الأمة و نهوضها مستقبلاً. و لكن ما واقع هذا الشعار اليوم ! هل مازال هدفا أم تحول فعلاً إلى مجرد شعار ؟

 

و أنا هنا أرغب فقط في عرض تجربتي الشخصية بهذا الخصوص لأنني على يقين بأنه يمكن تعميمها بشكل أو آخر على مجالات أخرى و لأنني أعلم تماماً بأن الحكومة لم تقصر في دعم هذا الموضوع من وجهة نظرها و موقعها لتحقيق هذا الأمر على عكس ما قد يظن البعض أيضاً. و أنا يمكنني الجزم بان تجربتي المتواضعة لم تبدأ من اليوم بل منذ عدة سنوات أي قبل أن تصبح علاقتي بالأمر مباشرة كما هو اليوم, و ذلك بحكم دراستي في أوروبا حيث يختار الطالب الجامعي مشروعه التخرج وفق توجهه المستقبلي أي أنه أما خيارين :

 

الاول: أن يكون المشروع أكاديمي بحثي أو نظري كما يسمى في بلادنا حيث يهدف الطالب منه متابعة دراسته العليا في ذات المجال لاحقاً وصولاً لدرجة الدكتوراه في اختصاصه

 

و الثاني : عملي يتم بإشراف شركة أو مؤسسة خارج نطاق الجامعة و يتمنى الطالب بعده الحصول على فرصة عمل مناسبة في ذات مجال بحثه داخل تلك الشركة أو خارجها في شركة تعمل بذات المجال

 

بالطبع في بلادنا توجد مشاريع تخرج و لكن أكثرها يبقى في المكتبة و بعضها يكرر مرات و مرات دونما إفادة لأحد سوى للطلاب الذين يحصدون العلامات مقابل ذلك و انتهى الأمر.

 

بالطبع في الدول الأوربية يستفيد المجتمع من هذه المشاريع فمشروعي النظري نوعاً من أي الأكاديمي الطابع كان في مجال دراسة المنشآت الديناميكية اللاخطية و تم الاستفادة منه ضمن مشروع أوسع بكثير هدفه كان وضع الأسس الهندسية للكود الأوربي و هو نظام العمل الهندسي الأوربي لضمان تصميم و تنفيذ المنشآت الهندسية بشكل مقاوم للزلازل و بأقل تكلفه ممكنه

 

و ما أبغي إليه هو القول بأن المشاريع حتى الأكاديمية منها تذهب لصالح المجتمع لا لصناديق الأرشيف بالجامعة و قد اعتاد الطلبة في جامعاتنا بحكم المتوارث من التقاليد اعتبار مادة مشروع التخرج مادة معدل اي انه من الطبيعي ان ينجز أو يسلم الطالب نتيجة مشروعه في سنة دراسية واحدة و أن ينال علامة لا تقل عن جيد جداً أو ممتاز فيها حتى لو كان مستوى علاماته الأخرى دون الوسط غالباً و في الدول الأخرى كان الأمر مختلفاً فانا مثلاًُ لم أسلم مشروعي إلا بعد سنه و نصف و لم أحظَ سوى على علامة مقبول بالرغم من انجازي كامل العمل

 

و قبل أن يتساءل أحدكم ما علاقة ما ذكرت بالعنوان أحب ان اذكركم بأننا كأمة عربية و ان كنا نتطور إلى الأمام في كل يوم تشرق فيه الشمس إلا اننا في الواقع نزداد تخلفاً لأن سرعة تطورنا أو مسيرة تطورنا تزحف بسرعة السلحفاة بينما تسير الأمم الاخرى إلى الأمام بسرعات هائلة و لعل موضوع ربط الجامعة بل المؤسسة التعليمية برمتها بالمجتمع هو الحل الأمثل و النهائي لتحقيق نهوض هذه الأمة و المساهمة في تسريع عجلة تطورها و هذا ما وعته الحكومة بنظرة استراتيجية ثاقبة عندما طرحت هذا الهدف لا الشعار على ارض الواقع.

 

 منذ فترة تعرضت من البعض لإنتقادات بحكم موقعي كأمين سر لجنة صناعة البرمجيات في غرفة صناعة حلب و حلب كما تعرفون المدينة الصناعية الأولى في سورية و صناعة البرمجيات كما تعرفون من الصناعات الضعيفة جداً و الناشئة بل و الميتة في بلادنا و ما أكثر المطالبات و المقترحات و الدراسات         و الندوات و المؤتمرات التي عقدت بهدف تطويرها و هي اليوم تعاني ما تعانيه الصناعات الاخرى دوائية كانت أم نسيجية من أمراض و مشاكل يصعب احصائها في هذه المقالة و لكنها في الواقع من أكثر الصناعات أرتباطاً و تعلقاً و تأثراً بشعار ربط الجامعة للمجتمع بسبب طبيعتها الفكرية من جهة و بسبب ارتباطها بالتطور التكنولوجي المتسارع جداً في العالم من جهة أخرى

 

و من وعي غرفة الصناعة الراسخ بأهمية الموضوع تم منذ ثلاث سنوات أو أكثر تقريباً توقيع اتفاقية رائدة مع جامعه حلب تهدف إلى تحويل شعار ربط الجامعة بالمجتمع بطريقه عملية و سريعة لا تخضع للروتين إلى هدف يمكن تحقيقه و تم إعلام الصناعيين بوجود هكذا اتفاق و الذي بموجبه يمكن للجامعة استلام مشاريع من الصناعيين وفق احتياجاتهم و تحويلها لمشاريع تخرج عملية للطلبة مما يؤمن بالمستقبل قاعدة عملية جيدة للبحث العلمي العملي و يخرج الجامعة من قالبها الأكاديمي النظري البحت و يجعل الاستفادة من تلك المشاريع النظرية الميتة لصالح المجتمع أمراً ممكناً.

 

و لا أنكر هنا بأن رد فعل الصناعيين في البداية لم يكن مشجعاُ بسبب مخاوف كثيرة انتابتهم من هذه الفكرة و على الطرف الآخر و اعني الجامعة كانت أيضاً متخاوفة من بعض الدكاترة بأن يحدث ذلك الأمر تاثيراً سلبياً على العمل الاكاديمي النظري البحت -الذي لا يستفيد منه أحد عادةً- لذا رفض الأمر بطريقه ما,                و منذ عدة أشهر حاول عميد كلية المعلوماتية بجامعه حلب مشكوراً الاستناد على تلك الاتفاقية بالتعاون مع لجنة صناعة البرمجيات من اجل تطبيق هذا الأمر كتجربة ايجابية رائدة على صناعة البرمجيات و بالفعل تجاوبت اللجنة بحماس للأمر و عمم رئيس اللجنة السيد صلاح حبو الأمر على الشركات البرمجية في حلب بعد موافقة و رعاية رئيس الغرفة الاستاذ فارس الشهابي المحترم, و بالرغم من تخوف بعض الشركات البرمجية من الموضوع خصوصاً بسبب عدم وجود ضمانات كافية بما يتعلق بالحماية الفكرية للمنتجات             و الأبحاث التي قد تنتج عن هذه المشاريع.

 

 تم تقديم ثلاث مشاريع رائدة للطرح على طلبة الجامعة, مع علمي المسبق بوجود ممانعة داخلية من طرف بعض الدكاترة المشرفين في الجامعة للموضوع. و فجأة بعد الصخب كانت هناك فترة غير وجيزة من الصمت و انعدام الاتصال بين اللجنة و الجامعة. قررت بحكم موقعي كسر حاجز الصمت و اتصلت بسيادة العميد الذي أخبرني و بمرارة و أسف بأن الطلاب رفضوا المشاركة ….. بهذه المشاريع المقدمة و حدثني عن بعض الأسباب التي لن ادخل في تفاصيلها لأنها بصراحة لا تهمني مطلقاً بقدر ما يهمني اننا نحن من لا يقبل التطور و أن المسؤولية ليست مسؤولية حكومة أو وزارة و لا مسؤولية جامعه أو معهد أو مدرسة و لا غرفة صناعة أو تجارة أو مسؤولية مدير شركة بل هي مسؤولية الجميع.

 

اذا نظرنا إلى واقعنا اليوم فسنجد أن أحد اكبر مشاكلنا لا تكمن في الفقر بل في الجهل فالجهل هو منبع الفقر و رأس الفتن التي تولد الفساد و تنشره و الجهل هو القاعدة التي يستند عليها أعداء الأمة لنشر الطائفية و الجاهلية فيما بيننا أنظروا لشركات القطاع الخاص و ما أكثرها هل وضعها أفضل من وضع شركات القطاع العام من ناحيتي الجدوى الاقتصادية و النزاهة أو الفساد صدقوني ان قلت لكم لا و السبب هو الجهل فقط .

 

احكموا بأنفسكم على ما كتبت و اخبروني هل أهملت الحكومة هذا الهدف أو الشعار ؟

 

هل أهملت الجهات الأهلية الممثلة في هذه الحالة بغرفه الصناعة هذا الهدف؟

 

هل اهملت الجامعة ممثلة برئيسها أو بعميد أحدى كلياتها هذا الهدف أم هم الطلبة النائمون خلف التلفاز         و الساهرون في المقاهي مع الأرجيله حاملون حواسيبهم غارقون بمواقع لا هب و لا دب من رفض الأمر.

 

للأسف و اقولها من زيارتي للإمارات مؤخراً للطلبة أنفسهم أنتم الخاسرون  هل تعلمون لماذا ؟

 

لأن أكثركم دخل ذلك الأختصاص طامحاً للسفر للخارج لدول الخليج أولأ و أوربة ثانياً و أمريكا ثالثاً                 و البقاء في الوطن رابعاً هل تعلمون أن هؤلاء سيلفظونكم و لن يبقى لكم سوى الوطن الذي هدمتم فرص عملكم فيه بتقاعسكم.

 

نعم لقد بلغ التطور لديهم مرحلة لم تعد دراستكم الجامعية تجدي فيها نفعاً بل حتى دورات التقوية و غيرها في المعاهد الخاصة بالشبكات أم غيرها لم تعد كافيه العامل الهندي بات أكثر ثقافة منكم و لا تنظروا لجيل السبعينيات من السوريين الذين بنوا الأمارات لأنهم عندما بنوها كنا أكثر تطوراً منهم و هم كانوا اكثر تخلفاً و اليوم بات الواقع معكوساً

 

و في الختام أحيي الجنود المجهولين في الوزارة و الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية و كل من ساهم لتطوير الوطن و لم أذكره و أنا أعلم كم عانى بعضهم و كم تعرض للانتقادات من أناس لا يرغبون في رؤية الحقيقة و الواقع من أناس نسوا أن واجب بناء الوطن هو واجب كل إنسان فيه.

 

 

2010-11-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد