ابوالسعيد اللاجىء الفلسطيني  الذي يسكن حمص منذ النكبه وهو في الحادية عشرة من عمره كان يعيش معزز مكرم بحقوق  مساويه للسوري وقد بلغ هذه الايام الخامسة والسبعين ولم يشعر الا ان جميع ابناء الشعب السوري اشقاء والدولة لا تميز بين سوري وفلسطيني واي عربي التعليم بكافة مراحله حتى الجامعيه والعلاج مجاني والمواد الغذائيه في متناول الجميع الغني والفقير

 والشعب السوري طيب المعشر واخلاقهم تعكس حقيقة الحضارة السوريه التاريخيه في الانتماء والاخلاق وزوجته ام السعيد (سعده )سوريه وعمرها 70عام وقرروا الذهاب لزيارة بيت ابنهما سعيد في مخيم اليرموك وسط العاصمه السوريه دمشق لعدة ايام وعند وصولهما بعد ظهر يوم الخميس استقبلهم  احفادهم سعد وسعود ومسعود وسعاد الذين كانوا يلعبون امام البيت مع بقية ابناء الحي ولا يوجد فرق بين سوري وفلسطيني لانها لغة كانت غائبه وتم استحضارها مع الفوضى الخلاقه لتسعير نار الفتنه التي هي كرة نار متدحرجه ولا تستثني احدا

 وبعد ان استقبل الاحفاد الجد والجده عادوا لتكملة اللعب مع بقية الاطفال وكان سعيد لا زال في عمله  وتوقفت في الحي بالقرب من الاطفال مركبة فيها شخصين قاما بانزال برميل مكتوب عليه حليب اطفال ويصلح لكل الاعمار وبين قوسين تحته (حليب اسود ) ولم ينتبه الاطفال الى ما هو مكتوب في الاسفل وقال لهما من كانا بالسياره يمكنكم فتح البركميل بعد مغادرتنا وتقاسم الحليب بين اهل الحي  وغادر الشخصين بمركبتهما على عجل  ونزل سعيد من سيارته ولم يلاحظه الاطفال لتجمعهم حول برميل الحليب الاسود يحاولون فتحه وتناثرت اشلاء الاطفال ومعهم سعيد ومن كان موجودا بالقرب من المكان

وتركت زوجة سعيد اللبنانية الاكل على النار حيث تستعين بالحطب وباقي خشب البناء لان الغاز بسعر الذهب وغير متوفر وهرع الجد والجده كذلك بخطواتهما المتعثره لتقدمهما في السن الى الخارج ليشاهد الجميع ممن بقي حيا  اشلاء اشخاص  ولم يتبقى من العائله الا ام سوريه ثكلت وحيدها واحفادها  وام لبنانيه ثكلت اطفالها وابوالسعيد الفلسطيني الذي ثكل الجميع من الابن والاحفاد بمزيج من دماء اهل بلاد الشام وهنا يمكن توجيه سؤال لكل من لديه بقايا ضمير  لمصلحة من يدفع الابرياء حياتهم بعد ان فقدوا الامن والامان ورغيف الخبز وانبوبة الحليب واسطوانة الغاز وهل ما يجري في بلاد العرب وما اطلقوا عليه ولا ندري حتى الان من اطلق هذا الاسم بالمقلوب هو حقا ربيع ام فوضى جهنميه  وليست خلاقه  وهل فوض الخالق فئة من البشر في قيادة مركبة خدمة التوصيل السريع الى الجنه عن طريق نار الفتنه