news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الشعب السوري محق , لكن متى كان التحالف مع الشيطان سبيلا إلى الحق ؟؟؟...بقلم : مهند حاتم

قال لي صديقي حاسما الحوار :الصبي مات .هل تفكر بأسباب موته ؟أم تدفنه ؟ . أجبته : أدفنه .

 فكرت مليا , الوطن لم يمت ,صحيح أن هناك شروع بقتله منذ زمان طويل , شروع كان خفيا لكنه صار واضحا وبينا منذ سنتين , لكن وطني سوريا لم يمت رغم استمرار الجريمة و توحش القتلة .

                 ***********************************


إذا هناك شروع بقتل وطن , والشروع بالقتل جريمة كالقتل , فلنبحث بعناصرها :

 

-- الدوافع المباشرة و غير المباشرة للجريمة :

- التميز الذي تمتلكه سوريا جغرافيا وتاريخيا و طبيعيا و بشريا .

- المصالح غير الشرعية و غير السوية للشيطان الأكبر أمريكا و صراعها مع كل من يقاوم هيمنتها على العالم .

- إعادة صياغة الشيطان الأكبر للمنطقة والعمل للقضاء على كل من يعرقل هذا حتى لو كان حليفا كاملا أو حليفا جزئيا .

- غاية استباقية و حاضرة دائما للفتك بكل من يهدد بقاء اسرائيل كيانا غاصبا ربيبا للاستعمار القديم و الحديث و ذلك ليبقى فزاعة  في المنطقة .

 

-- الخطة الآنية للجريمة :

 

- مرحلة التحضير : استغلال أمريكا  للخلل البنيوي في أجهزة السلطة و غفلتها عما يحاك للوطن نتيجة الفساد المستشري و الترهل الإداري و دور التجار المحليين بعملية الإفساد الممنهج إضافة للنتائج الخطيرة  داخل القرار السياسي و الاقتصادي السوري نتيجة التحالفات مع حكام الخليج وتركيا ومن شابههم .مما أدى لتأسيس بنى تحتية و بشرية متأهبة لنقطة الصفر (أي الحراك الشعبي السلمي لتلقفه . )

 

- مرحلة التنفيذ : -  استغلال أمريكا لمعاناة الشعب السوري وضغوط المعيشة و تلقفها لحراكه الشعبي السلمي ضد القمع و الفساد و الهدر و الاستئثار بالسلطة كما حدث بالبلدان التي سبقت ..

هذا الاستغلال الحاد  الذي تلاقى دون قصد من الشعب السوري المحق و دون قصد من المعارضة الوطنية ذات المصداقية , إلا أنه تلاقى بقصد لئيم من الشيطان الأكبر و ربيبته اسرائيل و اللتان تتلقفان أي حدث زماني و مكاني وتحرفانه عن مساره الطبيعي لجهة مصالحهما التي هي بالحد الأدنى تمزيق الشعوب و إنهاكها لتصير طوع بنانها و لقمة سائغة لهما , وكذلك فقد تلاقى هذا الحراك الشعبي المحق بقصد وضيع من المعارضة السورية الخارجية و التي ارتضت أن ترتهن لأذناب أمريكا من الحكام و المسؤولين العرب و الأجانب و أن ترتهن لأمريكا عدو الشعوب في العالم و خاصة للشعب العربي الفلسطيني .

 

--المدبر للخطة الإجرامية :

 

 هو الشيطان الأكبر أمريكا التي هي في أصولها وأساسها مجموعة من المرتزقة الأوروبيين الذين أبادوا الهنود الحمر السكان الأصليين للقارة الجديدة و اغتصبوها بوحشية ثم اعتمدوا هذه السياسة الإجرامية منهجا للتوسع في مصالحهم غير الشرعية و آخرها اجتياح و تدمير العراق بحجة القضاء على صدام حسين الذي صيروه هم أنفسهم بطلا يعربيا في حربه ضد جمهورية إيران الإسلامية , ثم اجتياح أفغانستان الإسلامية بحجة محاربة الإرهاب الذي هم  من صنعه بأموال الشعب العربي في الخليج و  بتواطؤ من حكامهم  المشبوهين وذلك ليحاربوا السوفييت ومصالحه , المدبر و المستثمر هو أمريكا التي تدعم الكيان الصهيوني الغاصب دعما مطلقا على حساب دماء الشعب العربي الفلسطيني بتواطؤ أذنابها

الحكام العرب .

-         المحرض :

-          الكيان الصهيوني الغاصب لتفتيت سوريا وطنا وشعبا و جيشا .

-          أدناب أمريكا العرب و الأجانب لأن استمرار وجودهم مرتبط برضى أسيادهم و الالتزام بأوامرهم .

 

     المنفذ غير المباشر :

 

       - الفاسدون في أجهزة الدولة قبل الأحداث و بعدها  .

       -التجار المحليون الفاسدون والذين شاركوا في إفساد أصحاب القرار و الإدارات و نخر الدولة و الشعب .

       -بيئة الجهالة و السلبية لدى شرائح كبيرة في المجتمع السوري و خاصة الساكتون عن الحق  .

 

     -- المنفذ المباشر :

       - الإرهابيون المحليون المرتهنون للمحرضين بوعي أو بلا وعي .

       - الإرهابيون الخارجيون المرتهنون للمحرضين بوعي أو بلا وعي .

       - أذناب أمريكا من العرب و الأجانب حيث أن للشيطان أذناب كثيرة و قرون .

 

     --النتيجة :

       - استشهاد الكثير من الشعب العربي السوري عسكريين و مدنيين .

       - نزوح و تشريد الكثير من السوريين .

       - تدمير الكثير من الفعاليات و البنى التحتية و العامة و الخاصة و تعطيل أغلب الفعاليات الوطنية في المناطق الساخنة .

       - الشقاق النفسي والاجتماعي البشري و تعويم الحقد الطائفي و المذهبي .

       - زيادة الفوضى وتجاوزات مرتزقة الأزمات بلا أي رادع وطني أو أخلاقي أو إنساني .

       - انكماش المد الشعبي السوري وارتباطه الوجداني بحزب الله الفصيل العربي المتميز بصدقه ومصداقيته في حربه المستمرة مع الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين العربية وانتصاره عليه أكثر من مرة وعلى أكثر من صعيد،وكذلك تجاه جمهورية إيران الإسلامية الدولة الوحيدة في العالم الإسلامي ذات المصداقية في معركتها المعلنة مع أعداء الأمتين الإسلامية والعربية أمريكا وربيبتها.

 

       تماسك الكثير من الشعب السوري في وجه القتل والتدمير و الإرهاب  .

       - فرز المعارضة الوطنية المخلصة و اليقظة عن المعارضة المرتهنة لأعداء الشعب السوري .

       -اعتراف السلطة بالمعارضة الوطنية قوة حية وفعالة على مستوى ساحة الوطن و تراجعت عن تهميشها و محاصرتها .

     -- الغانم من الجريمة :

       -حيث أن من طبيعة الوحش : الفتك و افتراس الضحية و الوغول في دمائها فإن الغانم  غير الأخلاقي و غير الشرعي و غير الإنساني هما أمريكا و الكيان الصهيوني الغاصب .

 

     --الموهوم بالجريمة :

       - أدناب أمريكا من الحكام العرب و قد نسوا درس العراق و صدام حسين الذي صيروه صلاح الدين ثم جعلوه طريدة في الحفر .

       - أدناب أمريكا من المسؤولين الأجانب وقد نسوا درس ساركوزي ومن قبله بلير .

       - المعارضة السورية التي ارتهنت لأمريكا و أدنابها تحت عنوان الغاية تبرر الوسيلة  و قد تعاموا عما يحدث في مصر و ليبيا .

       -الإرهابيين و المرتزقة وقد نسوا درس طالبان , وغفلوا أنهم لعبة بيد أمريكا و الحكام العرب .

                             **********************************************

 

       --رأي متواضع لمقاومة الجريمة و لم الشمل الممزق  : وذلك لأن المصلحة الوطنية السوية تتحقق بالتلاحم بين جميع أفراد و قوى الوطن يدا واحدة بأصابع متعددة ليكونوا قبضة قوية شديدة لكل ما فيه خير الوطن .

       - التفاعل مع ما يحدث بموضوعية و عقلانية بعدما تشابكت الأمور و تعقدت و واستنهاض العامل الذاتي الإيجابي لدى كل سوري عاقل .

       - السعي لنخب ممثلين عن المجتمعات المحلية ممن يتمتعون بمصداقية أخلاقية و اجتماعية و معرفية عالية لتداول الأفكار الخلاقة و البناءة التي تخفف من وطأة الدمار و القتل وفق الإمكان .

       -التماسك و التعاضد ودعم الجمعيات الخيرية لمساندة أسر الشهداء العسكريين و المدنيين و لمساعدة المشردين و المهجرين من مناطقهم ,و محاصرة الفاسدين من تجار الأزمات.

 

       - الدعم الشعبي و الواعي للمعارضة الوطنية المحلية و الخارجية الذين لم يسكتوا عن أخطاء السلطة بل أشاروا إليها و عارضوها و قاوموها و دفعوا أثمانا باهظة نتيجة ذلك منذ عشرات السنين , ثم أثبتوا جدارتهم و وطنيتهم و يقظتهم عندما رفضوا التدخل العسكري للناتو و الحظر الجوي و رفضوا الإرتهان لمحور الشيطان الأكبر و أذنابه و قرونه , و قاموا بتعرية المعارضة السورية التي رضيت أن تسلم ذقنها لأمريكا و أدواتها .

 

       - الدعم الشعبي للمعارضة الوطنية ذات المصداقية  لتكون وازنا فعالا في حوارها مع رجالات السلطة و الضغط عليهم للتخلي عن فوقيتهم و مناوراتهم في معالجة المعطيات الداخلية لما يحدث , وتحييد المترهلين بالفساد منهم و اعتماد حوار جدي هدفه وقف الدمار و الاستنزاف البشري و الطبيعي الوطني , و من ثم إعادة التوازن السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي داخل الوطن لتبدأ مرحلة إعادة الإعمار بفعالية عالية و ليعوض الشعب السوري شيئا فشيئا ما قد خسره .

 

       - الدعم الشعبي للمعارضة الوطنية ذات المصداقية لتكون مؤثرة في حوارها مع القوى و الدول الصديقة للشعب السوري تاريخيا و استراتيجيا وذلك للتأثير و الضغط على كل القوى المحلية التي تقوم بالقتل و التدمير و على القوى الخارجية التي تشارك فيه و تؤججه لوقفه تماما و من كل الأطراف , وكذلك  التأثير على رجالات السلطة للمباشرة في حوار جدي ومسؤول و متكافئ مع المعارضة ذاتها و مع الاختصاصيين الأكفاء الوطنيين و بكل المجالات لإعلان خطة وطنية شاملة لمعالجة الوضع الداخلي و إزالة كل ما سبب في إيصال الأمور لما وصلت إليه عبر عشرات السنين  .

        

       وأخيرا و بعد كل هذه الإطالة و الرأي المتواضع أقول للجميع : إن الشعب السوري محق , لكن متى كان التحالف مع الشيطان سبيلا إلى الحق ؟؟؟؟!!!.

       إن التحالف مع الشيطان يهدر الحق و الحقوق بل يحرفها باطلا .

 

2012-12-23
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد