news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
عندما يتكلم التاريخ ...بقلم : عهد ابراهيم

كثيرة هي الأحداث التي يشهدها الإنسان خلال حياته إن كان على المستوى الشخصي أو على كافة المستويات الأخرى التي تهمه وتلامس واقعه اليومي الذي يعيشه , ولكن بعض هذه الأحداث نفرح بها ويبقى أثرها جميلاً في نفوسنا وذكراها تشعرنا بالدفء والطمأنينة وبعضها تكون محزنة ولا يمحى أثرها بسهولة ونحس بها وكأنها جراحاً لا تلتئم أبداً ...


وكل هذه الأحداث والمتغيرات يسجلها التاريخ وما أصعب اليوم الذي يأتي فيه التاريخ ويتكلم عن الحقائق والظروف والأجواء التي رافقت حدوث كل ما عاصره الإنسان خلال فترات معينة من حياته أو أحداث كان قد سمع بها خلال سنوات قد مضت ..

وكم يصعب علينا عندما نعرف بأن أسباب بعض أحزاننا هم أشخاص قريبون منا وكانوا لفتراتٍ طويلةٍ يشاركونا أكلنا وشربنا وأغلب تفاصيل حياتنا ولم نكن نتوقع بأنهم يتمنون لنا الشر أو هم المسببون له وحتى عندما يحدث معنا أمر ما غير متوقع حدوثه بهذا الشكل ولا أن تكون نتائجه قاسية وظالمة وإذ بهم نفسهم هؤلاء الأشخاص الذين يدعون قربهم منا وخوفهم علينا هم السبب بحدوثه , وكانوا يتمتعون بالنظر إلينا ونحن نضعف ونعاني ما نعانيه ولكن يظهرون لنا عجزهم عن مساعدتنا وبنفس الوقت وقوفهم بجانبنا وقوفاً كاذباً لأنهم يحبون رؤيتنا نتعذب , ونحن لم يصدر عنا أي تصرف أو موقف يضر بهم بل وعلى العكس نحبهم ونتمنى لهم الخير كما نتمنى لأنفسنا وأكثر ..

 

فهل هذه هي سنَة الكون أن يكونوا هؤلاء الأشخاص موجودون في حياتنا يعكرون صفوها ولا يعرفون غير الكذب والخداع , إلا أن الأصعب من كل هذا أن يكون هناك من يريد تدمير وطن بالكامل والقضاء على حضارته وثقافته وكل ما بناه أبناء هذا الوطن وكل هذا ضمن خطة ممنهجة وشبيهة لما قاموا به في بعض الدول الأخرى التي أرادوا لها الخراب والدمار وحتى قطع لقمة الخبز عن الشعوب التي تعيش في هذه الدول , دون النظر والأخذ بعين الإعتبار بأنهم في النهاية بشر ولا يجوز معاملتهم بهذا الشكل الذي يجعلهم يتألمون ويتعذبون ويعانون البرد والجوع والعطش بحجة تحريرهم من الإستبداد وتطبيق الديمقراطية في بلادهم هذه الديمقراطية وغيرها من الشعارات التي كانت وما زالت لعبة الدول في التحضير والتجهيز وإيجاد الدوافع الملائمة لأية حرب يريدون خوضها في وجه كل من يقول لهم كلمة لا لأن هذه الكلمة ليست موجودة في قاموسهم الحضاري ومعجمهم الديمقراطي , وربما لن نجدها أبداً على لسانهم لأنهم يفضلون من يقول لهم نعم دائماً ورأسه منخفضاً مذلولاً لهم فهم لديهم أساليبهم في إخضاع الرؤوس التي يتعاملون معها وبالرغم من إنحطاط هذه الأساليب التي تصل في أغلب الأحيان إلى فضائح جنسية وأخلاقية وبعضها فساداً مالياً وكل هذا كان سبباً في سقوط رؤوساء ووزراء , وفي يومٍ من الأيام هذا الفساد وهذه الأفعال غير الأخلاقية كانت تحت إشرافهم وتدبيرهم وبتشجيع منهم حتى عندما يطلبوا من هؤلاء الخانعين أي أمر يقولون لهم حاضر ولا أحد يتجرأ على أن يقول لهم لا لأنه يعلم نتيجة رفضه وآثارها على سمعته ومكانته بسبب ما قام به من هذه الأفعال وهذا الفساد ..

وفي أزمتنا الحالية وحده الله يعلم عن هؤلاء المنافقين المتربصين في الخارج والذين سرقوا لقمة عيشنا خلال هذه الأزمة ولهم أثر كبير في كل ما يحدث وكل ما نعاني منه وللأسف بأنه يوجد البعض في الداخل وما زالوا يتغنوا بالوطنية ويدعوا خوفهم على الشعب السوري وقد كانوا وما زالوا أحد أسباب هذه الأزمة ولكن لا أحد يحاسبهم بالرغم من أن بعضهم ليس بتلك المناصب الحساسة وما زال الشعب السوري ينتظر محاسبة كل المتورطين إن كان في الداخل أو في الخارج ومهما كانت رتبهم ومناصبهم أو أننا يجب أن نصبر حتى مرور عشرات السنوات حتى يعرف الشعب السوري حقائق بعض الأمور وعندها يجب أن ننتظر ونقول سنعرف الحقيقة عندما يتكلم التاريخ .

2013-01-15
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد