news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ثقافة الحوار والمناقشة في سورية ...بقلم : عهد ابراهيم

لقد إكتشف الشعب السوري بعض المصطلحات الجديدة التي رافقت الأزمة من خلال المحللين السياسيين والإعلاميين الذين يتم إستضافتهم على التلفزيونات المحلية والعربية , وكانوا يوجهون شعبنا ويقدمون له بعض النصائح وكم كانت كثيرة بالإضافة إلى الأمنيات التي يقولوا عنها بأنها كبيرة , ولكن مالعمل وماذا يفعل شعبنا إذا كانت يده قصيرةً وليس بيده حيلةً وليس قادراً على أن يصبر أكثر من ذلك لأن صبره أصبح قصيراً ..


وبعد كل هذه النصائح التي لا تجد لها وسيلة على أرض الواقع والكلام الذي حفظه الشعب السوري ولم يعد يسمع جديداً من بعده , لأن همه الوحيد أصبح تأمين لقمة عيشه التي لا تؤمن بسهولة في الكثير من مناطق وطننا الحبيب بالإضافة إلى الحلم الوردي في أن تأتي الكهرباء لمدة خمس ساعات متتالية وبدون إنقطاع ولعل المواد النفطية أصبحت نادرة الوجود في بلدٍ مثل سورية وقد كنا درسنا عنه في مادة الجغرافية بأنه يمتلك الكثير من الثروات الباطنية التي تم إستخراج جزء منها لا يستهان به وهناك جزء آخر كنا قد سمعنا بوجوده أو إكتشافه ببعض الأماكن ولم يستخرج منها حتى الآن وربما لهذه الثروات حصة كبيرة في هذه الأزمة التي تحدث في بلدنا لأن بعض الأطماع متجهة نحو ثرواتنا الباطنية الثمينة التي لم نتمتع بها وإنما تمتعنا بإنقطاع الكهرباء والبنزين والمازوت والغاز وكل ما من شأنه أن يكون مصدر دفء وإضاءة وحركة , ونحن نعرف والعالم كله يعرف سبب الدمار والخراب الذي خلفه لنا هؤلاء الإرهابيون والمرتزقة في كل القطاعات والمجالات التي تخدم الشعب السوري وفي مقدمتها الكهرباء والماء والمواد النفطية ..

 

وفي ظل ما حرمنا منه بسبب هذه المؤامرة التي لا يعترف بها العديدون ممن تآمروا علينا وحتى من بعض السوريون في الداخل والخارج فكلهم يشحدون على الشعب السوري ويتباكوا عليه أينما ذهبوا ولا أحد منهم يرضى أن يناقش أو يحاور من أجل إنقاذ الشعب السوري مما يعاني منه , ومؤخراً وجدنا الكثيرين يخرجوا علينا ويقولوا بأنه يجب على الشعب السوري أن يحاور ويناقش وأن يكون هناك إجتماع أو مؤتمر وطني للحوار للمؤيدين والمعارضين لكي يتم الإتفاق على الكثير من الأمور التي ما زالت موضع خلاف ولكن هناك الكثيرين أيضاً يعتقدون بأن كل هذه الخلافات ستبقى دون إتفاق حتى قيام الساعة ..

 

لأن من يتابع الحوارات والنقاشات بين المؤيدين والمعارضين من خلال بعض البرامج التي يتم بثها على التلفزيونات المحلية والعربية يرى بأن شعبنا بحاجة لسنين طويلة حتى يعرف كيف يحاور ويناقش ويسمع الطرف الآخر ويحترم رأيه مهما كان مزعجاً وظالماً وبعيداً كل البعد عن الواقع لأن الطرف الآخر أيضاً يجد به أفكاراً وآراءً لا تعجبه ويتهمه إتهامات كما هو يتهمه , وكل طرف لا يتنازل ولو عن جزء من أفكاره وآراءه التي يعتبرها قراراً وفرضاً يجب العمل عليه والتقيد به وهذا ما سمعته وشاهدته في برنامج على محطة من محطاتنا التلفزيونية وقد سبق أنني شاركت بأحد البرامج على قناة عربية وكان يحدث نفس الأمر وبأكثر من حلقة حيث أن الطرفين من مؤيدين ومعارضين كانوا يجلسون بنفس القاعة ويتبادلون الإتهامات وكل طرف يلقي اللوم على الآخر ويقول له أنت ماذا فعلت وماالذي قدمته في ظل الأزمة ومن ساعدت وبمن إجتمعت وقد نسيوا بأنهم يتكلمون تحت سقف الوطن الذي وللأسف هناك بعض المؤيدين والمعارضين أصبحوا يعتبروه ملكاً لهم وأما باقي الشعب السوري هم ضيوفاً عليهم , فأي حوار ننتظره وأية مناقشة نتأمل أن نخرج منها بحلول إذا كان شعبنا لا يعرف كيف يحاور أو يناقش وهذا طبعاً بين الذين يعيشون داخل الوطن فكيف سيكون الحوار والنقاش بين الموجودون في الداخل من مؤيدين ومعارضين مع الموجودون في الخارج وأيضاً من كلا الطرفين ..

 

وأنا لا ألوم أي طرف بخصوص ثقافته بأسلوب الحوار والمناقشة لأننا لم نتعود في يومٍ من الأيام أن نناقش ونحاور ونعبر عن رأينا في أي مكان نتواجد فيه إن كان في المدرسة أو الجامعة أو حتى في الشارع أو البيت الذي نعيش فيه , وفجأة يظهر لنا مصطلح لم نتعود على وجوده في حياتنا وهو حرية التعبير عن الرأي وممارسة الديمقراطية وإنتقاد المسؤولين وتوجيه أصابع الإتهام على الفاسدين ومحاسبة المقصرين وتغيير المبذرين ولكن مهلاً فهذا كثير علينا دفعةً واحدةً وهو يمثل لنا صدمةً كبيرةً لا تستوعبها عقولنا التي كانت في الماضي صفحةً بيضاء لا يكتب عليها إلا ما يملى علينا كتابته ..

 

وبالرغم من أسفي على طريقة الحوار والمناقشة التي شاهدتها على شاشتنا الغالية إلا أنني قلت لا بأس فشعبنامازال يجرب أسلوباً جديداً لم يعرفه من قبل وهو بحاجة لسنواتٍ من التجربة والحوار والمناقشة حتى يصل للمستوى المطلوب الذي يشد المشاهد دون أن يجعله ينفر ويشعر بوجع في رأسه بسبب ما يدور ويجول بين أبناء الشعب السوري من مؤيدين ومعارضين تحت سقف واحد وليس تحت سقوفٍ فرديةٍ لا يكتب لها الصمود طويلاً وستنهدم فوق رؤوس مالكيها

 

 فأنا معجب بما نملك من مثقفين شباب وبنات وما يملكون من أفكار ومقترحات للتطوير والتحديث ولكن لا تنزعجوا من صراحتي لأن شعبنا مندفع في بعض المواقف والأماكن التي تتطلب هدوء وكلنا مع الحوار والحل السياسي لحل هذه الأزمة ولكن كل هذا له أشخاصه الذين يفهمون كيف يتكلمون وعن ماذا سوف يتحدثون من دون ممارسة الحديث الإرتجالي والصراخ بصوتٍ عالٍ وفرض الآراء قبل مناقشتها والتمسك بأفكار أثبتت فشلها , فأنا أؤمن بسقف واحد هو سقف سورية بكل ما فيها من أطياف الشعب السوري ومن الأراضي السورية الموجودة تحت هذا السقف .

2013-01-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد