news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
مهنة التطوير والبرمجة في سوريا .. بقلم إسماعيل عنجريني
syria-news image

في مقالتي السابقة حاولت التطرق للواقع الحالي للمطورين السوريين محلياً وعربياً, وقد وردتني الكثير من الاقتراحات والأفكار والآراء حول واقع المطور السوري..


وقد فرحت عندما رأيت هذا الكم الهائل من التشجيع لأني تطرقت لأحد أهم المواضيع التي نسيها صناع البرمجيات في سوريا على الرغم من أهميتها لهم والتي تتيح لهم دراسة اليد العاملة في السوق السورية وبناء عليها يجب أن يعدوا خططهم لمواجهة التحديات التي تنتظر المطورين السوريين وخاصة في السوق الحملي.

لكن ماذا عن طموحات وآمال المطور السوري, ما هي أهدافه وما هي أهم المسائل التي تهمه ويبحث عن حلول لها وكيف نستطيع مساعدته على إيجاد حلول مناسبة لكل ما يصبو إليه, هل طموحاتنا مشروعة؟ هل نبالغ فيها؟

هل يجب أن نستفيد وننقل تجارب الدول العربية الشقيقة في مجال التطوير التقني؟ نسعى في هذه المقالة للإجابة عن هذه الأسئلة وإيجاد أجوبة من خلال تجارب لمسناها, ومن خلال أناس عرفناهم.

يعتبر الطموح وتحديد الهدف لأي إنسان في أية مهنة هو أول الطريق لتحقيق التطور الحقيقي في مهنته, وإن كان لا بد من طموح فإن المطور السوري هو أحق الناس بوضع طموحات وأهداف واضحة محددة لأن مهنة التطوير البرمجي في سوريا تعتبر مهنة مبهمة وغير مفهومة للكثيرين بل لا شك بأن 99% من السوريين يعتبرون أن عالم الحاسب منحصر في بيع الأجهزة وشراء الأقراص المدمجة وغيرها من الأمور التي تعتبر الآن أحد أهم معايير الأمية في دول أخرى.

إن أول هدف للمطورين السوريين يجب أن يتحقق خلال السنوات القليلة القادمة هي التعريف بهذه المهنة وأهدافها, وتحويلها إلى مهنة حقيقية معترف بها في سوريا بل يجب عندما تُذكر كلمة مبرمج في مجتمع المهندسين والمثقفين والمهتمين يجب أن يدركوا مدى أهمية هذه المهنة وما هي مهمتنا في مجتمع المعلوماتية السوري.

هدف التعريف بهذه المهنة في سوريا يجب أن يكون هدفاً أساسياً, على أساسه يتم وضع توصيف ومعايير هذه المهنة, لكي تأخذ حقها في السوق السوري ترفع مستوى الوعي حول مهنة صناعة البرمجيات وأهمية البرمجيات السورية لتطوير السوق السورية الصناعية والتجارية.

هل نبالغ في هذا الهدف, أؤكد أنه هدف يجب ألا نتنازل عنه في السوق السوري, لأن ما يبدأ كبيراً يبقى كبيراً ومهنة المطورين في الدول المتقدمة من المهن الراقية التي تحظى بالكثير من الاحترام ويُشار إليها على أنها من أهم المهن التي ساهمت في التطور التقني التي تعيش الآن هذه الدول خيراته, ومن دونه لم تكن هذه الدول لتخترق الفضاء وتجهز الآن برحلة إلى الفضاء, لا أبالغ إن قلت بأن على الدولة بجميع مؤسساتها الإعلامية مسؤولية كبيرة للتعريف بهذه المهنة وأهميتها للتطور الذي تطمح له سوريا الآن.

كيف نحقق انتشار هذه المهنة بالشكل الصحيح في سوريا, وكيف تصبح مهنة يطمح إليها جميع المهندسين, بل ويصبح لها كيانها الخاص في السوق السوري وجهات رسمية ترعى الحقوق الفكرية للمطورين السوريين.

لا شك بأن تحقيق هذا الهدف لن يتحقق في ليلة وضحاها ولكني من أكثر المؤمنين بأن هذا الهدف سيتحقق قريباً وهذا القريب لن يتجاوز السنتين من تاريخه, لأن السعي الدءوب نحو أي هدف يكفي لتحقيقه بغض النظر عن كافة الصعوبات التي قد تواجهنا في ضوء ما تشهده سورية من تغيرات دراماتيكية في بنيتها البشرية والتحولات الاقتصادية الكبيرة.

 لكننا لو وظفنا نتائج هذه التغيرات بالشكل الصحيح لتحقيق هدفنا فلا شك عندي بتحقيق شهرة منقطعة النظير لمهنتنا التي يجب أن نؤمن بها بكل ما نملك من قوة ليؤمن بها آخرون لا يعلمون كم هي مهمة بالنسبة لهم ولتطورهم ونهضتهم.

لنتكلم عن هذه المهنة في كل مناسبة تسنح لنا في أي اجتماع رسمي أو غير رسمي, حاول بمهاراتك كمبرمج أن تحول الحديث لمناقشة وتعريف مهنة التطوير والبرمجة ولو لدقائق معدودة, يجب أن نزرع في العقل الباطن للمثقف السوري والمواطن السوري والمسؤول السوري, وكل ما هو سوري فكرة ولو بسيطة عن مهنة ستكون إحدى ركائز تطورنا في السنوات القادمة.

في المقالة القادمة سنفرد بين أيديكم أفكاراً عملية لتحقيق نمو مهنة التطوير والبرمجة في سوريا ومن يجب أن يعمل معنا وما دور كل منهم لتحقيق هذا النمو الذي نسعى إليه.

2010-10-07
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)