news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
العقول السورية في خطر ...بقلم : عهد ابراهيم

إن عقل الإنسان يتأثر خلال حياته بكل ما يواجهه ويحدث أمامه سواءً بإرادته أو ليس بإرادته إن كان في الشارع أو في مكان عمله عن طريق الأشخاص الذين يتعامل معهم وفي بيته ضمن عائلته وحتى من خلال ما يشاهده ويسمعه على التلفزيون والراديو وما يطالعه عن طريق الكتب والمجلات والجرائد ..


وكل هذا إما أن يجعل عقله نوراً يضيء له طريقه ويهديه إلى الصواب أو ظلاماً يعكر حياته ويضيع طريقه وقد يؤثر سلباً أو إيجاباً على تفكيره وثقافته وخبراته وتجاربه وطريقة تعامله مع المجتمع الذي يعيش فيه ومدى تقبل هذا المجتمع له , ولكن كم هو صعب أن يدمر عقل الإنسان من خلال إتباع طرق ممنهجة ومدروسة ومجربة على يد خبراء وإختصاصيين مهمتهم التأثير على عقل البشر وجعلهم يتخلون عن معتقداتهم ومبادئهم وأفكارهم وحتى دينهم وعاداتهم وتقاليدهم التي تربوا عليها ويتناقلوها من جيلٍ إلى جيل , وطبعاً هذا يرجع إلى مدى ترسيخ كل هذا منذ البداية بشكل صحيح دون أن يتأثر بما يحاولوا أن يجعلوه يتأثر به ويبعدوه عن كل ما ذكرته مسبقاً لأن خسارة الإنسان لكل هذه الأمور ستجعله يتصرف كالحيوان حيث لا يعرف أن يتحرك من دون أن يتم توجيهه من قبل هؤلاء الذين يوظفون أشخاصاً للتأثير على عقل الإنسان وكل ما من شأنه أن يجعله شبيهاً بالبشر ..

 

لأنه عندما يتم توجيه شخص إلى القتل والذبح وهو لم يكن بحياته قد جرح شخصاً آخر ولكن هناك من لعب بعقله وإستغل ضعفه وحاجته وغير من قناعاته ومبادئه ووجد له المبررات تحت ذرائع وفتاوى دينية ووعده بمناصب ومكاسب مادية ومعنوية ولكن هذا الشخص عندما سيقتنع وينفذ المطلوب منه سوف يعود بنفسه إلى عصورٍ من الظلام والجهل والتخلف ولن يجد أي شئ كان قد وعد به في يومٍ من الأيام لأن من وعده بهذه الوعود لا يريده أن يكون متنوراً ويعرف الخير من الشر بل يريد ان تكون أعماله وأفعاله كلها شر حتى يحقق أهدافه الدنيئة التي لا تتحقق إلا بغياب الإنسانية عن عقول البشر , ولعل من أهم الأسباب التي تجعل اعداء الإنسانية يفعلون كل هذا وأكثر هو خوفهم من تطور وتقدم الشعوب العربية وغناهم بالمثقفين والعلماء والمفكرين الذين سوف يؤثرون إيجاباً على الأجيال القادمة وبهذا يتطور العقل البشري جيلاً بعد جيل ويصبح متنوراً أكثر ويساعد في نهوض المجتمعات إقتصادياً وإجتماعياً وثقافياً ومواكبتها للتطور والتكنولوجيا , وطبعاً هذا ما يزعج أعداء الإنسانية فهم يريدوننا متخلفين وجاهلين والقوانين التي نعمل عليها هي قوانين الغاب والسكين والأخذ بالثأر وهكذا نكون بعيدين كل البعد عن قوانين البشر ..

 

فهل ما حدث مع الشعب السوري طيلة السنتين الماضيتين سوف يمحى وينسى بسهولة كما يظن البعض وكل ما تم زرعه في عقول البعض من فتن طائفية وأفكار مذهبية وممارسة أساليب القتل والذبح والتعذيب التي لم نشهدها إلا في أفلام الرعب الخيالية , والقيام بأعمال النهب وتدمير أملاك الدولة وسرقة الجار لجاره ومعرفته بأنه بحاجة لرغيف الخبز ولا يعطيه لأن مشاعر الإنسانية والأخوية قد ماتت لديه وهو يملك الخبز والطعام والشراب , ورؤيته للناس يموتون وأجسامهم تتحول إلى أشلاء بسبب التفجيرات والأعمال الإجرامية التي تحدث أمامه وكم هي كثيرة الصور التي إنطبعت في ذاكرته والعذاب والتعب في كل يوم يعيشه بسبب ظروفه الصعبة والسيئة التي فرضت عليه والحرمان الذي أصابه وقد عانى منه في كثير من جوانب حياته , ورؤيته لمن يحاولون أن يبيعوا وطنهم هذا الوطن الذي كان قد جمعهم مع بعضهم وأكلوا وشربوا من خيره وكبروا وتعلموا فيه فهل هكذا يكافئ الوطن والشعب الذي يعيش بداخله فهذا الشعب لا نستطيع أن ننكر بأنه لم يتأثر بكل ما ذكرته حتى أصبحت المشكلة في عقله وطريقة تفكيره وخوفه على حياته ولقمة عيشه , وكم أتمنى أن تتعافى بعض العقول التي مرضت وقد تأثرت بما أرادوا لها أن تتأثر به وأن يهديها الله وتعود إلى طريق الصواب وفعل الخير والبعد عن أفعال الشر لأن هذه العقول أصبحت بحاجة لإعادة تأهيل من جديد وإبعادها عن الخطر الذي يهدد أصحابها وبالتالي يهدد الأشخاص الذين يعيشون حولهم , فالعقول السورية لا تستحق أن تكون في خطر .

2013-02-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد