قبل واحد وخمسون عاما وفي ظروف ما بعد النكبه وقبل النكسة في فلسطين والمواصلات بين المدينة والارياف طرق ترابيه غير معبده اضطرت الام بعد معاناة يومين والقابلة المحليه تحاول اقناع الجنين بالخروج الى الدنيا

 ولكن دون جدوى وفي صباح اليوم الثالث توجهت الى المستشفى صباحا وبعد ساعتين تم سحب المولود الى الدنيا بطرق طبيه غير ديموقراطيه ولكن ليس بعملية قيصريه وكان السبب هو ان الحبل السري كان يلتف حول راس ورقبة الجنين بسبب تشقلبه حتى اوشك الحبل السري على الانقطاع ويكاد يسبب الاختناق للجنين وهي على ما يبدو محاولة انتحار افشلها الاطباء واخبروا الام انه كان خطرا على الجنين بسبب التأخير في الحضور الى المستشفى ولو تأخرت الام ساعتين فقط لخرج الجنين ميتا

ويتساءل الانسان احيانا انه وبرغم نظرة الكثير من البشر للحياة من جانب واحد وعدم رغبتهم في مغادرة الدنيا مع ان الموت هو نهاية كل مخلوق الا انهم يتعلقون بها لاخر نفس وحتى من يواجهون الفقر وشظف العيش وظروف حياة المعاناة نهجها السائد والابتسامة من اعماق القلب مفقوده الا انهم لا يرغبون في الوصول الى النهاية ومقطع من احد ادعية ايوب عليه السلام بما معناه (ليت اليوم الذي ولدت فيه كان خارج التاريخ ) والغريب في البشر انهم في سن الطفولة يتمنى الواحد منهم ان تسير عجلة الزمن بسرعة مضاعفه عدة مرات حتى يصل مرحلة الرجوله

وفي الاربعين يتمنى ان تتوقف عجلة الزمن وعند تجاوزه الخمسين تكون امنيته هي اعادة عجلة الزمن الى الخلف وكلها امنيات مستحيله لان لكل من ابناء ادم عمره الذي لا يزيد ولا ينقص بمشيئة الخالق عز وجل ومهما بلغ الانسان من قوة وصحة وثراء فمصيره في النهاية لا يختلف عن مصير الضعيف المريض الفقير وثروة قارون لم تمنحه دقيقة اضافية في الحياة ولو تمعنا بقدرة الخالق من زلزال اليابان الى اعصار ساندي وصولا الى نيزك الاورال لادركنا مدى ضعف الانسان امام قدرات الخالق عز وجل وهو يحاول نتائج الكوارث التي تخلفها ظواهر الكون ولكنه اضعف من ان يحمي نفسه منها او يغير في توقيتها ومكانها

وعلى الانسان ان يزداد تواضعا لخالقه ويحاول ان يكون انساني بجوهره عن قناعة ومؤمنا الى درجة اليقين وان استطاع أي منا ان يخدع جميع الناس فهو مكشوف امام ضميره وخالقه وهذا يكفي لكي يعيش من يمارس الظلم والعدوان والخطيئه معاناة عذاب ضميره والخوف من عقاب خالقه ومن كان واهما ومغترا بقدرته على ظلم الناس واستعبادهم وازدراءهم وتحقيرهم وتعذيبهم واغتصاب حقوقهم التي وهبهها لهم الخالق من رزق وحرية وحياة فليتذكر قدرة الله عليه