news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
سوريا والملل ... بقلم : حلمو

ان اهم مميزاتنا كعرب سوريين ومتدينين بأحد الاديان السماوية (وبالتالي طائفيين عنصريين) .. اننا لانمل . .لانمل ابدا. بل اننا نعتبر الملل امرا عاديا وفي معظم الاحيان مرغوبا فيه . .
رغم ان كل ما جرى سابقا ويجري حاليا ممل بشكل كبير فما يحصل هو محاولة التأقلم مع الملل كما اعتدنا دائما وابدا . . ..


الملل شعور سيئ ويؤدي للاكتئاب وعندما يصبح وباء وينتشر في مجتمع ما يصبح المجتمع شبيها بما يسمى المجتمع السوري او العربي.
الملل ليس نتيجة الوضع الراهن في سورية .. بل ربما كان احد اسبابه الرئيسة.


لنبدأ بهدوء. وهنا سأرمز بالثورة لما يسمى بالثورة في سورية (رغم عدم انطباق تعريف الثورة عليها ) وسأرمز بالحكومة لما يسمى الحكومة السورية (رغم عدم انطباق تعريف الحكومة عليها) الخ.. .
الا يمل المعارضون او المؤيدون من تعليقات الفايس بوك التي لاتغني ولاتسمن. تكرار ممل لنفس النغمات بعبارات متشابهة او مختلفة.( النطام سيئ .. مجرم.. المعارضة اجرامية وطائفية .. تبادل الاتهامات بالتعامل مع العدو من الطرفين ) والخ .. ملل

الا يزال المؤيدون مقتنعين بأن شخصا واحدا يمكنه ان يمثل امال واحلام 23 مليون شخص وعليهم جميعهم افتداءه بالروح والدم. ( الاسوأ هم الاخرون الذين يعتقدون بأن شخصا قد مات منذ 1400 سنة يمكنه ان يمثل احلام مليارونصف شخص.. نفس الهراء) وووو.
اليس من الممل رؤية نفس الوجود تردد نفس الافكار على نفس القنوات عن الثورة او عن الحكومة ؟


اليس من الممل القراءة يوميا عن العمليات النوعية (من طرف الحكومة) والعمليات العظيمة (من طرف الثورة) والسماع عن النتائج الا يجابية وفرحة المواطنين بالتخلص من طرف او من اخر بحسب الراوي والقناة الخ .. بينما الوضع عكس ذلك ولايتغير الا للاسوأ في الحالتين

اليس من الممل ان نستمر في الاستماع لمشايخ مثل البوطي او القرضاوي(او امثالهم من مشايخ الديانات الاخرى) يدلون برأي الاله فيما يجري في سورية والسكوت عن موضوع كون هذا الرأي الصادر عن نفس الاله متناقض تماما ؟ لماذ يبدو رأي اله القرضاوي مشابها لرأي حمد بينما رأي اله البوطي يميل لرأي الاسد؟


ملاحظة: الشيخان يجب ان يكونا مقتنعين بأن الاله يعرف مسبقا ما سيحصل للشعب السوري بل وخطط له منذ زمن بعيد وكتبه في اللوح المحفوظ وإلا فما معنى القضاء والقدر؟ ألا يقتضي هذا ان يمل الشيخان من الردح والقاء اللوم على الاطراف المتنازعة كل
خطبة جمعة وكل لقاء تلفزيوني ؟؟ ام انهم غير مقتنعين بأن الاله قادر على ايقاف ما يحدث ولكنه لايفعل لحكمة لايعلمها الا هو.



الم يمل الجيش والثورة من زعمهم المتواصل بأنهم متواجدون من اجل حماية المواطن بينما يزداد عدد القتلى في كل مكان يتواجدون فيه
ملاحظة: ان كون الضحايا من المدينيين اكثر بكثير من ضحايا الفئات المتقاتلة يمكن تفسيره بطريقتين.


الاولى هي ان المدنيين مستهدفين .. هذا سئ جدا والاتهامات كلها حول هذه النقطة.


اما الثانية فهي ان المدينيين يصابون عن طريق الخطأ وهذه في الحقيقة اسوأ بكثير . لان هذه يعني ان النية الحسنة موجودة عند الطرفين إلا ان عدم اهليتهم وجهلهم العسكري بالعتاد هو سبب الخسائر البشرية .
التفسير الاول يمكن حله عندما يتفق الطرفان على القتال بعيدا عن المدنيين. ولكن ماذا عن التفسير الثاني؟
اليس من الممل اعتبار ان لدينا جيشا كل مقاتليه مصابون بالحول لايستطيع القتال او حمايتنا حتى من بضعة ارهابيين؟
.
الم يمل الشعب بكل اطيافه من الخطابات الجوفاء (مثل الاحتفاظ بحق الرد.. والبطولات و التطور واهيمة الدور الاقليمي وووو) بدون اي نتيجة على الواقع؟


الم يمل الشعب من تصريحات الرؤساء العرب وغير العرب وتوقعاتهم المستقبلية بسقوط الحكم او بعدم سقوطه (بحسب الراوي) وعدم حدوث شئ على ارض الواقع؟


الم يمل الناس من سماع حديث الحكومة عن المؤامرة على سوريا ؟؟ لماذا يتأمر العالم بأجمعه ضدها ؟ لماذا لايتأمرون من اجلها وضد اعدائها . هل سورية مكروهة الى هذا الحد لدرجة ان يتأمر الكل عليها؟ الا يجب ان يعتبر هذا فشلا ذريعا للسياسة الخارجية للحكومة؟
الم يمل الحكام من ترديد عبارات الشعب السوري واعي ويعرف الوضع وسيدحر المؤامرة الخ .. علما بأن الشعب السوري لم يعد يعرف كيف يأتي بالمازوت او الغاز او الاكل والشرب. لدرجة اعتراف الحكومة ممثلة بالرئيس بأن البعض على استعداد لبيع الوطن لقاء مبلغ من المال .. الا يعتبر هذا فشلا للسياسة الداخلية.
الا يمل الحكام من ترديد نفس العبارات .. الا يمل الشعب من سماعها ؟


ربما كان عدم الملل هو الصفة التي ادت لكل ما يحصل . ان شعبا يقبل الملل لهو ممل فعلا بكافة المعايير ولن يكتب له ان يخرج من ملله بدون مساعدة خارجية. فالملل قد اصبح وباء منتشرا واصبح ادمان المجتمع عليه مرضا يجب علاجه . فليس من الطبيعي (ولم يكن طبيعيا في يوم من الايام) ان يستمع الانسان لاغنية (ناهيك عن الاستمتاع بها) حمس مرات يوميا طلية حياته بدون ان يصاب بالملل منها بعد فترة. تطول او تقصر.


 

2013-02-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد