في الاتحاد قوة , وفي الوحدة متانة ,
ومن منا لا يتمنى أولا يحلم بأي اتحاد عربي أو وحدة عربية حتى لو بين دولتين
عربيتين .
ولكن ما تعودنا به من حكام الأمة العربية . لا تجتمع أو تفكر بأي مشروع عربي إلا
عند الأزمات , ضغط في الداخل , وضع اقتصادي متدهور, عدوان خارجي محتمل إقليمي أو
دولي , ضغوط خارجية قد بسبب في أزمة داخلية.
تم تشكيل مجلس التعاون الخليج العربي في الفترة ما بيمن 17-18 شوال عام 1396 هجري الموافق 10-11- 1976 ميلادي يتألف المجلس التعاون الخليجي من الأمانة العامة للمجلس , يتولى رئيسا فخريا لهاتضم الأمانة العامة مراكز خاصة في كل دولة من دول التعاون , الغاية منها دراسة كل الطلبات والأمور الواردة إليها والتي تخص تطور وتعميق العلاقات بين هذه الدول.
وكما تستعرض الأمانة العامة طلبات الدول التي ترغب في الانضمام إلى دول مجلس
التعاون كما حصل مؤخرا مع الأردن والمغرب وفقاً للقواعد والإجراءات المنصوص عليها
في النظام الأساسي للأمانة العامة .يجتمع زعماء دول مجلس التعاون الخليج العربي
سنويا في إحدى دول مجلس وذالك بالتعاون والتشاور بين الأمانة العامة والدولة
المضيفة
إن مجلس التعاون الخليجي والذي مضى على تأسيسه أكثر من أربعين عاما لو كان يفكر
جديا بأي مشروع إقليمي تكاملي بين هذه الدول لا صبح الآن دول واحدة . أو اتحاد
كنفدرالي ضمن دولة واحد كما هو الآن في (سويسرا ) مثلا ولكن وراء فشل بلدان الخليجي
العربي في الوصول إلى أي مشروع الوحدوي أو الاتحادي وهو عدة أسباب نذكر منها :
1- أن جميع هذه الدول هو نظام الحكم فيها واحد وهو وراثي
2- الوضع الاجتماعي لهذه الدول يعتمد على الولاء القبلي أكثر من الولاء المدني
3- تعتمد هذه الدول على القوى الأجنبية في التنمية . 4- الاعتماد المفرط على النفط
ببناء إنسان والحضارة المدنية
5- غياب المشاركة السياسية وما تعنيه من مساءلة ومحاسبة للحكومات لان أي حكومة
رئيسها هو من العائلة الحاكمة أو الوارثة في الحكم
6- التعامل الأمني المفرط في معالجة بعض الأمور أدى إلى هجرة الشباب إلى بعض دول
الأوربية
هذه الأسباب الواردة سابقا وغيرها أدت إلى وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي
والأمني والتخبط والفشل في معالجة هذه الأمور أدى , وإلى إضعاف الأنظمة العربية
عموما والخليجية خصوصا , والذي يعتبر الاستقرار السياسي صمّام أمان لأمنها
وازدهارها وما نتج عن ذلك من تدخل سافر لبعض القوى الأجنبية في شؤون المنطقة
وفرض بعض قراراتها , بإضافة إلى اختلال موازين القوى لصالح إسرائيل في منطقة الشرق
الأوسط . ولصالح إيران. و في المنطقة العربية عموما و منطقة الخليج العربي خصوصا
هذه الأمور كلها وما حدث مؤخرا من تطورات إقليمية وعربية في بعض الدول . تسارع
زعماء دول الخليج العربي إلى الخروج من هذه الأزمة تحت شعار الاتحاد الخليج العربي
ولكن ؟؟؟؟؟
إن أي مشروع إقليمي عربي يأتي بقرار ينتهي بسرعة وبقرار لان أي مشروع يتضمن أفكار
مستقبلية لمجتمع ما , أو منطقة إقليمية ما , يجب توضع هذه الأفكار ضمن جدول زمني
معين تسير به وعلى مراحل.
ولو أن مجلس التعاون يسير ضمن جدول زمني معين ودراسات لأصبح الآن دولة واحدة وليس
مجلس تعاوني .
علما بان أي مشروع وحدوي أو اتحادي لا يحتاج إلى اجتماع الزعماء وإنما يحتاج إلى
قرارات ربما تصدر هذه القرارات عن وزارات مثل فتح الحدود بين المواطنين , التبادل
التجاري بدون رسوم جمركية , قبول العملة أي بلد وكأنها العملة المحلية ,أو إيجاد
عملة موحده, حق التملك , وحق الزواج , عندما تطبق هذه القرارات تصبح هناك وحده
اندماجية متكاملة بين الشعوب لا يمكن تفككها فيما بعد , وليس اجتماع خمس أو ست
أشخاص تفكر وتقرر
ما يسعى إليه حكام الخليج العربي هي وحدة الحكام للخروج من أزمة إقليمية وليس وحدة
الشعوب