من العلاقات الانسانيه التي نجد لها الكثير من التعريفات كاحدى العلاقات الانسانيه في عالم البشر ولا ادري ان كانت متوفره لدى المخلوقات الاخرى التي لا نجيد فهم لغاتها ولكن الصداقة الحقيقيه لها جوهر واحد وهو انها العلاقة التي ان لم تكن بنوايا ومشاعر صادقه دون أي مصلحه من أي نوع فانها تغدو وهم مزيف
ولا يمكن اعتبار العلاقة مع المعارف العابرين او زملاء الدراسه والعمل والجيران علاقات صداقه بل هي تبادل مجاملات تفرضها ظروف مرحله معينه ويمكن ان تستمر عشرات السنين ولا تتطور الى درجة الصداقة الحقيقيه المشتقه من صدق المشاعر ومصداقية العلاقه ولو نظرنا الى العلاقات المزيفه تحت مسمى الصداقه حيث تجد الاعداد تتزايد كلما حصل تضخم في ثراء الانسان او علو منصبه وتتضاءل الاعداد كلما تقلص الثراء او تهاوى الانسان عن المنصب
ومن كان ذا فائدة بالامس اصبحت العلاقة معه مشروع خاسر ربما يجلب الخسارة الماليه او المعنويه او السمعه والصديق الحقيقي هو من يقف الى جانبك في ازماتك دون ان تطلب منه والصديق المزيف يختفي طويلا ولا يتذكرك الا عندما ينضب رصيد جيبه او يحتاجك في امر يجلب لك المشاكل او يعود عليك بالمصائب واحد الاصدقاء من الفئة المزيفه تقرب من ابن بلده في الغربه وكان الهدف هو اقتراض ثمن تذكرة طيران لزوجته الى حين ميسره وتغير الحال وتضخمت جيبه ونسي انه اقترض ثمن تذكرة طيران لزوجته
وصديق اخر غاب عدة اعوام كانت جيبه متضخمه ويسافر الى دول اوروبيه للنقاهه ودارت الايام وعندما لم يجد ثمن رغيف الخبز وزجاجة الماء تذكر الصديق الذي غاب عنه سنين والنصيحه في مثل هذه الاحوال ان لا يرد الانسان هؤلاء بجفوة وقسوه بل يساعدهم كما يساعد أي متسول او محتاج عابر سبيل بمبالغ لا ينتظر استردادها من منطلق انساني صرف أي عدم التعامل معهم كاصدقاء لانهم ليسوا كذلك ومواصفاتهم الانتهازيه والانانيه والنفاق وحب الذات لان جوهرهم هو الاستفاده من الطرف الاخر قدر الامكان او تذكره عندما يصطدم احدهم بالجدار فيلجأ الى الدفاتر القديمه التي كان قد نسيها واهملها ايام العز للجيب او للكرسي
والبعض يحاول المرور بصديق قديم لا ظهار نفسه واشباع غروره فقد صادف ان كان اثنين شركاء في بيع الخضار الطازجه وبيع الحلويات احدهما لم ينهي شهادة الثانوية العامه والثاني خريج جامعي وكان حظ الاول هو انه من المتسلقين زمن الازمات والحروب والثورات والثاني لا يعرف مصطلحات النفاق والدجل والتسلق واستطاع الاول ركوب الموجه ليصبح مسؤلا امنيا بكرسي فضفاض على مستواه العلمي والثقافي والخبرة المنعدمه
وقام بزيارة عابره على شريكه القديم للتشبيح انه احتل منصب امني وقال لشريكه الا تعرف ان للامن نظرياته ورجالاته فهز الشريك القديم رأسه وقال له صحيح ولكن معلوماتي انك لست منهم ومنصبك الذي انت فيه بحاجه الى شهادات وخبرة ودورات حتى يتمكن الانسان من القيام بمهامه بامانه وانت خبير في بيع الفجل والتفاح والايس كريم فشعر بالامتعاض وغادر وهو بداخله نادم على الزيارة التي اذابت ثلج الوهم عن نفسه وكسرت اجنحة غروره بكشف الحقيقة المره بصراحه وفي مجتمعات علاقات الصداقة فيها مزيفه ومحكومه بالنفاق والتدليس والمصلحه ومسؤوليها بهذا المستوى من العلم والخبرة و الثقافه فمصيرها هو التطور ولكن انزلاقا الى الوراء نحو هاوية جهنميه
