من خلال عملي معلم في مديرية التربية وعلى مدار أكثر من خمسة وعشرون عاما كثرت في السنوات العشرة الأخير الفوضى في مدارسنا وبشكل عام , وبكافة أشكالها حتى وصل بعضها إلى التطاول بالضرب على إدارة المدرسة , والتهجم على بعض المدرسين , تخريب أو سرقة بعض من محتويات أثاث المدرسة , الكتابة على جدران المدرسة كلمات شتم وسب لبعض المدرسين أو إدارة المدرسة.
ولو سألنا المدرسين عن رأيهم في الطلاب و المدارس اليوم يقولون الله يرحم أيام زمان . أيام العصا ومادة التربية العسكرية (الفتوة )
لو أخذنا حديث الشارع من خلال بعض عامة الناس وسألناهم عن رأيهم في المدارس اليوم والتدريس في وزارة التربية كان الرد وبدون أي تردد التعليم قد خرب والطلاب أسوء
لو سألنا بعض الأهل عن رأيهم في العملية التعليمية اليوم , نجدهم غير راضين عن إدارة المدرسة أولا ولا عن بعض المدرسين
ولو سألنا الطلاب عن رأيهم في مدارسهم أي (إداريين – مدرسين- بناء المدرسة ) نجدهم غير راضين عن ذلك أبدا
إذا لدينا مشكلة وعناصرها هم.
1- وزارة التربية
2- المدرسة (جهاز إداري وتدريسي)
3- الأهل
4- الطلاب
إلى أي من هؤلاء ممكن أن نوجه له الاتهام الأول عن الوضع العارم من فوضى التي وصلت إليه مدارسنا اليوم ؟
لان مدارسنا اليوم تتميز بالصفات والخصائص التالية :
1- أصبح جدران مدارسنا اليوم هو عناوين للبريد الالكتروني للطلاب والطالبات ولأرقام هواتفهم المحمولة واسم الشلة التي ينتمون إليها .
2- يأتي الطالب إلى المدرسة وكأنه ذاهب إلى كفيتريا خمسة نجوم وجهاز المحول هو الجزء الأساسي والأهم من لوازم المدرسة , وعلبة السكائر دليل على شبابه
3- التقيد بالدوام وبشكل نظامي غير ضروري
4- التدخين اخذ ينتشر ويأخذ شريحة واسعة بين الطلاب
5- الدورات الخصوصية هي الأمر الذي لا نقاش به لأن الدورات هي الأساس والاهم من المدرسة والتي هي وحدها تحتاج إلى أكثر من حلقة بما فيها من سلبيات
وحتى لا نذهب بعيدا عن الموضوع اعتقد أن أسباب توسع الفوضى في مدارسنا هي:
1- إدارة المدرسة
لماذا إدارة المدرسة لان مدير المدرسة يجب أن يتمتع بصفات خاصة تليق بهذه الصفة أو المهمة المكلف بها وهذه الصفات ليست موجودة عند كل المعلمين اذكر بعض منها .
1- أن يكون متوسط أو كبير في السن حتى يكون أبا للطلاب أولا ومديرا ثانيا
2- أن يكون شغل منصب ادري في أي مدرسة (معاون مدير مثلا )
3- أن يكون حازما وقوي الشخصية
لان معظم مدراء مدارس اليوم يسعون إلى الإدارة لغايات ومكاسب ( مادية ومعنوية) المكاسب المادية هي جلب أكبر عدد ممكن من طلاب لإقامة دورات عنده كونه مدير مدرسة
أما المكاسب المعنوية يعتقد أن الإدارة هي الخطوة الأولى نحو منصب أعلى في مديرية التربية
والشهرة في المدينة أينما يدخل يعرف على نفسه أنه مدير مدرسة
2- مديرية التربية:
هناك صعوبات تفرض نفسها على مديرية التربية ومنها قلة المدارس مما يؤدي إلى فرض بعض القرارات على مدراء المدارس من هذه الصعوبات
1- قلة عدد المدارس يؤدي إلى زيادة عدد الطلاب في الشعبة الصفية الواحدة
2- تنقلات بعض المدرسين خلال العام الدراسي وأكثر هذه التنقلات غير ضرورية
3- الأهل:
إن الأسلوب المتبع في تشجيع الطلاب (أي ابنهم ) على العلم و على الدراسة تكون في تقديم بعض مكافأة المادية والمعنوية والتي لا تتناسب مع سنه وفي غير مكانها مثلا سوف نشتري لك جوال وهو في مرحلة عمرية لا يناسبه الجوال وبعدها سوف نشتري له محمول هو غير قادر على الحفاظ عليه وبعدها سوف أتي لك بخط نت إلى البيت وهكذا . وبعدها لم يبقى لدى الأهل من مكافأة ما يقدمونها ومن هنا يأتي الخلل في التعامل مع ابنهم الطالب
4- الطالب
كل هذه الأمور ولدت لدى الطالب أو قناعة بأنه يستطيع تحقيق كل رغباته المحقة وغير المحقة بسهولة من الأهل والمدرسة مما دفع الطالب إلى الفضول بمتطلبات غير واقعية وربما منحرفة يسعى إليها وذالك بطلب بعض الكماليات والمفاخرة بها وميوله نحو الانحراف والبداية تأتي بالتعاطي مع الدخان