في عالم تزداد فيه الهوة الفاصلة بين نسبة الفقراء والاغنياء في كل بلدان العالم تقريبا تغدو شريحة الطبقة الوسطى ديكور في الحالة فهناك اثرياء القمة والاثرياء في الدرجات الادنى والاقل ثراءً والطبقة الوسطى ايضا درجات متفاوتة والفقر من مقبول الى مدقع ومن هم تحت مستوى خط الفقر أي تحت المؤشر الاحمر
وهؤلاء يجدون صعوبة في تدبير الاوليات البسيطة لاستمرار القدرة على الحركة والتنفس وثيابهم رثة باليه ومساكنهم ان وجدت فالعراء افضل منها وتنعكس الظروف المزرية في نفوسهم والفقراء يمتازون بالبساطة وسهولة السير مع التيار الذين يأملون انه سيخفف من معاناتهم على الاقل وبسبب التصاقهم بالارض فهم اكثر الاطراف في أي وطن تمسكا بالاوطان ويدفعون التضحيات دون انتظار مكافأه من احد لانهم يعتبرون تراب الوطن هو الام الكبرى والاب والجذور والحاضنة لألامهم ومحور احلامهم فيه قبور اجدادهم ويمكن ان ينعم به ابناءهم واحفادهم حتى لو انهم هم انفسهم ظلمتهم الحياة
وتكون الصدمة عند استغلالهم من الدجالبين المنافقين الانتهازيين عن طريق التلاعب بمشاعرهم وافراغ الدجالين لما في جعبتهم من وعود كاذبة لان تحقيقها مستحيل وكلما ازدادت الوعود وردية وارتفع سقفها بغية الحصول على دعم البسطاء على العاقل ان يدرك انها لعبة قذره لوصول الانتهازيين الى مركز يتمكنون من خلاله تحسين اوضاعهم المعيشية ذاتيا وجمع المال لابناءهم واحفادهم بممارسة المتاجرة وكل اشكال الفساد ويزداد الفقراء تعاسة .
ولو نظرنا الى بلدان العالم التي تتم مهاجمتها بشراسة للحاق بركب العولمة حيث لا يتمكن ابن الفقير من دخول الجامعات ولاحتى المدارس ايضا ولا يتمكن الفقراء من دخول المستشفيات ولاحتى العيادات لان التكاليف فوق طاقة جيب الفقير وبعض الدول التي كانت تعلم وتعالج مجانا يجري مسحها من الخريطة في الالفية الثالثة وفي بلدان العالم التي تعيش بنهج الدول المتقدمة اقتصاديا ونسبة الفقراء تصل الى 80%نصفهم يعيش تحت مستوى خط الفقر ولهذا هناك محلات تجارية ومستشفيات ومراكز طبيه ومطاعم وفنادق لا يحتاج الفقراء الى ذكاء لفهم اللافتة الغير مكتوبة ممنوع الدخول الا لمن كانت جيوبهم عامرة بالمال والجوهر اللي ما عنده ما بيلزمه
وان كان الفقير لا يكترث بالرفاهية والمطاعم ولكن الكارثة عندما تنعدم المستشفيات الحكومية والعيادات الخارجية والبديل هو المستشفيات والمراكز الطبية بمستوى فندق سبع نجوم والتي لا امل للفقير بدخولها وعليه ان يتحمل الألم هو وزوجته واطفاله لان هذا العالم ليس للفقراء مكان فيه ولا ادري ان كان الفقراء سيجدون مكانا في الجنة ام ان تبرعات الاثرياء للفتن ولمحترفات فن الرقص الشرقي ولشراء الذمم سيسهل دخولهم الجنة اذا اعتبروا ما يدفعونه صدقات وحسابنا وحسابهم عند رب العالمين خالق جميع البشر وهو ارحم الراحمين .
والمؤسف ان هناك من باعوا ضمائرهم وتاجروا على اكتاف معاناة الفقراء وعذابات الضحايا في اكثر من مكان وبالنسبة لهذه الفئات تعتبر عملها مهنة تدر مكسبا سهلا وسريعا باحتلاب جيوب المحسنين باستثارة مشاعرهم والغلة لا يرى منها الفقير او الضحية لا ابيض ولا اسود