سألوني مابك شاحبة تتخبطين بين جنبات جسدك ..وكأن مرضا ما قد مسك بسوء ...
تجرعت غصتي وأجبت" ربما لم أعد قادرة بعد اليوم على مواراة مرضي خلف ابتسامتي ..فتساقُطِ الشعر أسفرَ عن كربتي وعرى جبهتي.
لا الضحكة باتت تخدع ولا حركتي البطيئة المتأنية باتت تنفع ..هاهو صراخُ ألمي وأنينُ وجعي يصرع.
عاد وكرر سؤالَه وكأنه لم يسمع ..ألست أنت من كانت تهز الدنيا عندما تطىء الأرض بقدمها ؟؟..ألست أنت من يسمونَك فراشة التي لا يتسع لها الأثير ولا يُخيفها الصفير .. ألست أنت من يهاب اسمكِ كل متخاذل ويخشاك من هو آثم ؟؟..ألست أنت النقاوة والصفاء ولا تقبلين إلا بالكرامة وساما على صدرك لتوخزين به السفهاء
تنهدت وقلت: أنت قلت..كنتُ وكنت ُ..... أما اليوم فقد آمنت أن المرض لا يبدأ بيوم وليلة ..مرضي عمره سنوات ...مرض خبيث زرعه أبنائي عندما تخالفوا سرا وأظهروا الود علنا .. كبر حقدهم وزاد مرضي ..مسكوا سلاحهم فزادوا ألمي .. ياويلي ويا ويحي زرعوا سرطانا خبيثا تشبث بجسدي ..وها أنا اليوم أرتشف جرعتي .. لا الدواء ولا الكيمياء ولا خطط الأطباء استطاع استئصال ورمي
ورم تسائل عن مكانه الخبراء وحاولوا معرفة الداء لإحضار الدواء ..برغم علمهم جهلوا بمكانه وتركوني أواجه مصير لا أعرف متى تنتهي أيامه ..
لكن هيهات أن تنال مني الشدة أنا سوريا لو كان المرض في قلبي لنزعته بيدي وأعدته سليما معافى .. إن عجز الطب ووقف الخبراء متفرجين أنا سأكون طبيبا لنفسي وخبيرا لجسدي ..هي أيام وستعرف الأرض كيف تقوم سوريا .