قررت أخيرا إرسال مساهمتي علي أفش خلقي
بدأت معاناتي منذ سنتين عندما سافرت إلى السعودية مع زوجي لم أكن أعرف إلا القليل عن خصوصية هذا البلد وكيفية حياة المرأة فيه كانت صدمتي كبيرة جدا فقد قيل لي إنني بسهولة سأتكيف وسأجد عملا في إحدى المدارس وبراتب8000ريال سعودي.
ولكن حقيقة ما حصل إنني إلى الآن لم أجد ، عملت في مختبر تحليل أدوية في سوريا وعملت في التدريس أيضا فأنا خريجة كيمياء تطبيقية ولغتي الانكليزية جيدة ولدي شهادات أخرى تعبت كثيرا في تحصيلها وفوجئت هنا أن لا عمل للمرأة في هذا المجال, بحثت في مخابر المشافي وأيضا لم أفلح فتخصصي غير طبي لجأت إلى المدارس وأيضا لم أفلح إما المدرسة بعيدة وسأتكلف راتبي على السواق وإما لا يوجد حضانة لطفلتي.
ولم أترك أي فرصة عمل إلا وتقدمت لها ذات مرة طلبوا خريجة جامعية لمحل ألبسة وأيضا مدققة لغوية في إحدى الصحف ولم اترك بنكا أو شركة اتصالات إلا وتقدمت للوظيفة.
مشكلتي أني أدمنت العمل وكنت لأترك الفكرة لو أن هناك ما يشغلني ويملا ساعاتي الطويلة , زوجي دوامه طويل وليس لدي جيران ويقولون فترة وتعتادين ولم أعتد لازالت تعبق في نفسي رائحة المخبر والمواد الطبية والغصة تخنقني عندما أتذكر تلك الأيام , ويبدو أن إقامتي هنا ستطول فليس لدينا منزل في سوريا ولا أدري أيهما أفضل عذابي في الغربة ووحدتي في هذا السجن المترف أم عذابي في بلدي وبين أهلي وأصدقائي .
أحن إلى المشي في الشارع لرائحة المطر لحر الشمس لثرثرة المدرسين وتعليقات الطلاب , أأأأأأشتاق إلى بلدي ولاشيء يعوضني عن عمري الضائع هنا , تعرفت إلى عديد من الناس هنا وجميعهم أطلقوا نفس الشكوى فلا يشعر بها إلا من ذاقها وتجرع مرارتها , حتى الأطفال الذين لا يفقهون شيئا يعانون من هذه الوحدة والخنقة انتظر لحظة الإفراج فأنا مسجونة دونما ذنب وأرجو ألا يكون مؤبدا
الرفاهية في السجن لا تجعل منه حرية أبدا وللحقيقة بدأت أفقد الأمل وأرى سنينا ستمر كما مرت هاتان السنتان وعلى قولة أم كلثوم
أعطني حريتي أطلق يدي إنني أعطيت ما استبقيت شيئااااااااااااااااا