news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
ماذا أعددنا للعام الدراسي القادم ؟! .. بقلم : غسان غنوم

السيد وزير التربية : ماذا أعددنا للعام الدراسي القادم ؟!

في تأمل هادئ وموضوعي بالنتائج المعلنة للامتحانات العامة للشهادتين الثانوية والتعليم الأساسي بمختلف فروعها للعام 2013 نلحظ ما يلي :


نشرت وزارة التربية نسب النجاح لدورة 2013 بالمقارنة مع نسب نجاح عام 2012 والتي تبين زيادة نسبة الناجحين بحدود 10% عن العام الماضي .

وهذا يوحي للوهلة الأولى بأن هنالك تقدماً ملحوظاً قد حصل هذا العام وأن مستوى أداء المناهج والمستوى التعليمي للطلبة قد حقق تقدماً بالرغم من الاحداث المؤسفة والدمار الذي لحق بالأبنية المدرسية والنزوح الذي حدث نتيجة المعارك والاعتداءات الصارخة تجاه قطاع التربية لذلك ولمعرفة الحقيقة لابد من طرح بعض التساؤلات :

 

1 – كم عدد المدارس التي أُغلقت قسراً بسبب الاعتداءات الآثمة عليها وخروجها من الخدمة والتي بلغت ثلاثة ألاف مدرسة كما صرح بها السيد وزير التربية هزوان الوز وشُرد طلابها وهُجروا أو نَزحوا الى أماكن عديدة لم يجد كثيراً منهم مدارس تأويه لأعذار شتى .. فقدان الوثائق أو عدم توفر الأماكن وهذا ما عاناه أيضاً الطلاب الذين انتقلوا مع ذويهم إلى أماكن أكثر أمناً

 

2 – كم هي أعداد الشواغر لمختلف الصفوف ولمختلف الاختصاصات التي لم تستكمل في المدارس القائمة في معظم المحافظات والتي أثرت سلباً على تحقيق المناهج وأعاقت تحقيق المستوى العلمي المنشود .

في محافظة دمشق كان هناك شواغر كثيرة للمدرسين والمعلمين بسبب صعوبة الانتقال والوصول الى أماكن عملهم في حين أنه كان هناك في تربية ريف دمشق فائضاً من المدرسين ما أدى إلى تعيين معلِمَين في صف واحد أو مدرسَيْن في شعبة واحدة لمادة اختصاصية واحدة ( مدرس تشاركي ) في حين كان بالإمكان نقلهم ولو مؤقتاً لاستكمال شواغر في تربية ريف دمشق مثلاً .

 

3 – كم هو عدد المدارس التي استطاعت أن تحقق المناهج بصورة كاملة منتظمة لترتفع نسبة النجاح 10 % عن العام السابق ؟

في حين أن نسب النجاح في الأعوام التي سبقت الأحداث الدامية في قطرنا والتي كان فيها قطاع التعليم مستقراً تماماً كانت تتراوح بين 50-60 % فقط .

 

4 – لو تم تحديد مواقع للتعبير عن معاناة طلابنا في العام المنصرم حول متابعة دراستهم لنظمت آلاف الشكاوي وخاصة حول المدارس التي كانت تعتذر عن قبول الطلاب لعدم وجود شواغر مخالفين بذلك قانون التعليم الإلزامي وتعليمات التربية حول قبول جميع الطلاب ثم إجراء التسويات فالمهم مراقبة تنفيذ الكتب والبلاغات الوزارية الصادرة عن وزارة التربية لا بإصدارها فقط .

 

5 – حتى بموضوع الامتحانات نفسها نتساءل كيف الاستقرار فيها وكيفية انتظامها وكيفية التواصل لضبطها وتأمين الحد الادنى من سلامة سير الامتحانات بالرغم من كل المصاعب التي يعرفها الجميع .

 

فكيف وصلت النتائج الى زيادة عدد الناجحين بالنسبة لما سبق من الاعوام الدراسية أما أعداد من حصل على الدرجات التامة أو بنقص درجة واحدة الذي بلغ المئات فيجب أن نأخذ بعين الاعتبار أسباب عديدة كثيرة يعرفها الجميع وهذا ما يفرض علينا أن نمعن في الأسباب والغايات من وراء إعلان النتائج بهذه الطريقة ...

 

.. نحن هنا لا نشير الى هذه الامور من أجل الانتقاض من أحد وإنما لنكون موضوعيين في أدائنا ولمعرفة الصعوبات التي قد لا يمكن إحصاؤها في هذه الأزمات المتلاحقة والتي أفرزتها الأحداث المؤلمة في وضع الحلول المناسبة والحازمة والموضوعية التي تحدُ من معاناة الطلبة في مختلف المراحل .

 

وإذا كنا لم نتمكن من الإحاطة بكل ما يلزم سابقاً فماذا أعددنا للعام الدراسي القادم وخاصة آلية انتقال الطلاب أو انقطاعهم المفاجئ الذي نرجوا ألا يكون دائما !

 

فأبناء وطننا الغالي هم الأمل وهم الوطن وهم الأمة وشعبنا أثبت بأصالته النادرة حبه للعلم حينما كان الأهل يذهبون بأبنائهم إلى المدارس ويحضرونهم منها تحت القصف والقنص ويضحون بكل ما يملكون لرفع سوية أبنائهم العلمية بكل الوسائل المتاحة فشعبنا العظيم جعل من وطننا على مر العصور منارة وإشعاعاً علمياً وتربوياً مضيئاً لكل أمتنا العربية والإنسانية فهل نتركه ينزلق إلى ما تحمد عقباه ؟!.

2013-08-06
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)