syria-news.com
الصفحة الرئيسية
من نحن
اسرة الموقع
أكثر المواضيع قراءة
الإعلان في سيريانيوز
الإتصال بنا
المساهمات في هذا الباب لاتعبر بالضرورة عن رأي المركز
التأمل والتآمل والتأميل ... بقلم : هاني يحيى مخللاتي
مساهمات القراء

لا أستطيع أن أفوت تلك المتعة، أحسها مسلية، وأحياناً شاعرية، بل لكل واحدة منها وصف معين.


أشغل الجهاز وأبدأ ساعات التأمل، ساعة، ساعتان، ثلاث، ليس مهماً، مايهمني هو أن أتأمل وأتآمل وأؤمِّل ما تيسر لي.

لا أستطيع أن أفوت تلك المتعة، أحسها مسلية، وأحياناً شاعرية، بل لكل واحدة منها وصف معين.

أشغل الجهاز وأبدأ ساعات التأمل، ساعة، ساعتان، ثلاث، ليس مهماً، مايهمني هو أن أتأمل وأتآمل وأؤمِّل ما تيسر لي.

الأمر أسهل مما كنت أعتقد، يكفي أن أضع عنواني وكلمة المرور لأبدأ تلك الرحلة في عالم الإيميل أو ما يسمى بـ (البريد الإلكتروني) وأبحر في ما قد وصلني من إيميلات، سواءً من أصدقائي أو من زملائي في العمل، أو من أي شخص يعرف عنواني..!!

كنت أعتقد سابقاً أن الإيميل للعمل فقط، وأن التآمل (المراسلة) يكون بين أشخاص بغاية العمل، ولكن بعد أن حصلت على عنواني الخاص اكتشفت أنه وسيلة تسلية وترفيه وإعلان وكذب.

قاومت ذلك في بادئ الأمر إلا أن الأمر زاد عن حده وأصبح الإنبوكس (البريد الوارد) يشكل فضولاً بالنسبة لي، خاصة بعد أن نشرت إيميلي في الكثير من التشات روم (غرف المحادثة) وأعطيته لفتيات كنت قد تعرفت عليهن بطريقة ما عبر الإنترنت، دون أن أعرف أشكالهن، أو جنسياتهن، أو حتى أن أتأكد من كونهن فتيات أو شبان يختفون خلف أسماء فتيات.

أبدأ الرحلة برسالة ظريفة، ثم برسالة لطيفة، ثم بإعلان أحذفه قبل أن أقرأه، ثم برسالة جائتني من أحد المواقع التي سجلت فيها، ثم من شخص يدعوني إلى إحدى المواقع، ثم من ومن ومن.

ثم أحصل على رسالة من فتاة كنت قد غازلتها سابقاً و(طنشتني)، لتفاجئني برسالة تفصح بأنها معجبة بي، والمصيبة أن عقلي (صغير) وأصدق ذلك لأدخل في دوامة التآمل معها ولا أخرج إلا بشلوط عاطفي (صدمة عاطفية) لتكون الدرس التاسع والتسعين والذي ينص على ألا أتكلم مع فتيات الإنترنت.

أكثر ما يغيظني هو تلك الرسائل التي تأتي لتجعلني أقسم أنني سأقرؤها حتى آخر كلمة، ثم تجعلني أقسم أني سأرسلها إلى الذين أعرفهم، والتي تطلب طلبات غربية لا يحق لأحد أن يطلبها مني.

بعد أن أتأمل وأتآمل بعض الرسائل أقوم بتسييف (حفظ) الجميل منها وبتدليت (حذف) الرسائل غير الهامة، ثم وبعد أن أكون قد استقبلت رسالةً أعجبتني كثيراً كثيراً، أبدأ التأميل.

التأميل عملية لا تختلف كثيراً عن التآمل لأنني في كلتا الحالتين أرسل الإيميلات، إلا أن التأميل يعني أنني ابتكرت إيميلاً بنفسي وأرسلته للكونتاكت ليست (قائمة المتصلين)، وفي ذلك إبداع شخصي.

أما بالنسبة لقائمة المتصلين فيجب أن أرفرشها (أحدِّثها) كل فترة، ويكون ذلك بحذف متصل حصل على جائزة البلوك (الحظر) وأصبح من الضروري حذفه، ثم تسمية بعض الموجودين في القائمة لتحديد هويتهم فأحياناً يكون في القائمة شخص اسمه تحسين وبريده مسمى (تويتي) وذلك طبعاً لأسبابه الشخصية.

تتطور عمليات التأمل أحياناً إلى السنجرة والمنجرة (تبادل أطراف الحديث على المسنجر) وغالباً أضطر إلى التكلم مع عدة أشخاص في الوقت نفسه، وفي معظم الأحيان أخطئ بالمسج (الرسالة) بين المتحدثين معي، فمثلاً أرسل كلمة (يلا يا بطيخ) إلى زميلي في العمل، عوضاً عن إرسالها لشخص لطعني (جعلني أنتظر) لمدة قبل أن يكلمني..!! وكلمة أنا (موافق) لفتاة تطلب مني أن نلتقي في مكان ما وأنا لا أريد، بدل أن أرسلها لزميلتي في العمل والتي تطلب مني أن نشرب القهوة معاً، (هل أنا مجنون لأترك القريبة لأجل البعيدة)..

لقد تحول هذا الإيميل إلى كابوس، لا ليس كابوساً، بل إلى وسيلة من وسائل الترفيه الساعية (التي تضيع الساعات) وكلما زاد السيند (الإرسال) زاد الريسيف (الاستقبال) وكلما توسعت قائمة المتصلين، زاد عدد الرسائل الواردة، لذلك ما رأيكم أن نعزز ثقافة التأمل..؟!.


2009-10-27 23:00:43
شاركنا على مواقع التواصل الاجتماعي:



شارك بالتعليق
وحدة عمم تتآمل2009-10-28 14:02:00
ملعوووبة
ههههههههههه عجبتني المصطلحات كتير ظريفة و الموضوع من صلب حياتنا الافتراضية على شبكة النت
-سوريا
rima2009-10-28 11:07:08
ظريف التأمل لحكيت عليه
قرأت العنوان فشدني فتعجبت من هذا التأمل الظريف كتير وأخص كما قلت لذلك مارأيكم أن نعزز ثقافة التأمل بس نشالله تكون ايميلاتك بتستاهل التأمل
-سوريا
helen2009-10-28 10:04:18
عنوان ملفت
فكرة الموضوع كتير حلوة وعجبتني من بين مساهمات اليوم كله متابعة هاني.......... بس ماعرفت ايميلك
-سوريا