رغم تدخل الإنسان في تغيير الصفات الوراثية

 والسمات الظاهرية بغية التحسين والتجميل

يبقى الجمال و الإبداع الأصلي هو المهيمن

  لأنه من صنع الله شكلا ً ومضمونا ً

فالزهور تتفق كلها  بأنها جميلة

رغم اختلافها في الشكل والالوان والرائحة والعطر

ونسبية الجمال تكمن من خلال منظار كل شخص له

أي أنها تخضع للحكم الإنساني

المختلف في تقدير جمال الأشياء و قيمتها

لكن .. هذا التقدير يكون صحيحا ً ومنصفا ً

بشرط وجود الشفافية والصدق في التقييم

ومن  خلال هذه المقدمة

وددت أن أصل إلى موضوع جمال الفنون الإنسانية

على اختلاف أنواعها وتعدد مشاربها

 والتي هي من صنع البشر حصرا ً

 بحيث باتت تـُقيّم في مجتمعاتنا من خلال المال

أو التواطؤ العاطفي أو الواسطة والمحسوبيات

إلا ما ندر منها  ..

وليس من خلال التميّز والإبداع

فعندما يأخذ الغث مكان السمين

والرديء مكان الجيد

سيشعر هذا الإنسان المبدع

بأن الأرض تضيق به و بإبداعاته

وبأنه بين خيارين أحلاهما مر

فإما أن ينكفئ على نفسه ويتقوقع في صومعته

قلا يرى إبداعه إلا المقربين

أو أن يمشي مع الركب ويحاول إظهارمُنتجه

بالطرق الدارجة هذه الأيام

ولو على حساب  قناعاته ..

فشراء الجوائز في الأدب والفنون

والتملق والتزلف لأصحاب القرار

القائمين على هذه الجوائز

بات سمة أساسية من سمات المهرجانات

والمسابقات الثقافية والفنية في مجتمعاتنا العربية

مع عميق الأسف  .....