بما أنني أحب الفن والفنانين، وخصوصاً الذين يستحقون هذا اللقب،
ارتأيت أن أكتب هذه المقالة على أنغام إحدى الأغنيات اللاتي سحبتهن من الإنترنت،
واللاتي أستمع إليهن بين الحين والآخر، وبينما كنت أختار الأغنية التي سأستمع
إليها...
تذكرت حدثاَ فريداً من طفولتي (أي منذ أربعين عاماً) حديث كنت
أسمعه كل يوم تقريباً بين جارتنا النقاقة وجارنا البليد، (قبل أن أكمل أود أن أؤكد
لكم أنكم على موعد مع مقالة ثقيلة الدم وبعيدة عن الهدف الذي تودون قراءتها لأجله)،
كان جارنا البليد يعود إلى المنزل كل يوم في ساعة متأخرة بعد يوم من العمل الشاق –
على ذمته – وفور دخوله إلى منزله المتواضع يبدأ ذلك الشجار الذي كانت تسمعه كل
الحارة، والذي كان يدور حول أمور تافهة تتجلى بطلبات تلك الزوجة النقاقة من زوجها
البليد (كالجلي والمسح والتنظيف وكب الزبالة إلى آخره).. إلا أنني افتقدت ذلك
الحوار المعتاد بعد أن علمت بأن النقاقة حامل وبأنها عما قريب ستنجب طفلاُ (غليظاً)
يلعب معنا في نفس الحارة التي كنا نلعب مكان بعيد عنها، ولكن ما الذي يجعلني أؤكد
أنه غليظ مع أنه مايزال في بطن النقاقة؟ هنا تكمن الحزورة التي أرجو منكم إرسال
إجاباتكم بـ (إس إم إس) على الرقم الرقم الظاهر على....، (لاحظوا خفة الدم)، السبب
يا أصدقائي اقتبسه من المقولة الشهيرة (لكل امرء من اسمه نصيب)، فاسمه كان (وهبي)
انظروا إلى اسمه الغليظ الذي سيجعل كل شخص باسم (وهبي) يشحب عند قراءته لهذه
المقالة، على كل حال، وبعد أن مر أسبوع لم نسمع فيه سمفونية البليد والنقاقة (أبا
وهبي وأم وهبي)، حصلت كارثة في حارتنا المصون، وذلك لأن في الطنبور زاد النغم حيث
باتت السمفونية المتكررة مع موسيقى تصويرية مؤلفة على قيثارة منوطة من قبل السيد
بيت وهبي، والتي أصبحت على الشكل التالي:
النقاقة أم وهبي: شرفت فوزي أفندي؟
البليد أبو وهبي (هامساً): اي اجيت انا لك بدرية، بس وطي صوتك
مشان الله هلأ بيفيء وهبي..
النقاقة أم وهبي: …........
البليد أبو وهبي: …..................
حوار تافه جداً كان يختتمه البليد بجملة بقيت عالقة بذاكرتي،
جملة رنانة يتبعها وهبي بصوته العالي لتسمعها الحارة من (بابا لمحرابا).. بابا أي
بابها وليست كناية عن الوالد.
البليد أبو وهبي: مشان الله لك بدرية قلتلك لا تعيطي هي فاء
وهبي..
وهبي: وااااااااااااااااااااااااااع .. واااااااااع
جملة رنانة من ثلاث كلمات شامية عامية (هي فاء وهبي) وتفيد بأن
وهبي الغليظ قد استيقظ، وتلك كانت مشكلتي الكبرى، فهذه الكلمات التي كنت أسمعها منذ
طفولتي لازمتني لفترة بسيطة، لازمتني لعام أو عامين لأن النقاقة والبليد وابنهما
الغليظ انتقلوا من حارتنا وهاجروا إلى الحجاز باحثين عن لقمة العيش التي تتوفر هناك
بكثرة، فنسيتهم إلى أن مضى من الأعوام عقد وبضع، حيث أنني عملت في إحدى الشركات
المحلية، التي كانت تستوعب عشرات الموظفين والموظفات اللاتي كن لولا علبة المكي
بحالة يرثى لها، هذا ما كان يقوله أبو سعيد عامل البوفيه في ذلك الوقت، أيضاً بعد
أن مضى شهر أو شهرين على عملي، انتقلت إلى قسم آخر لأبتعد فيه عن الموظفين القدامى
وأتعرف على موظفين جدد، الأمر الظريف والعجيب أنني تعرفت على موظفتين في ذلك اليوم
وعلقت في حبهما معاً، كان اسم السمراء هبة وكان اسم الشقراء هيفاء وعادت عقدة
الأسماء إلي من جديد فأنا أكره بعض الشيء اسم هيفاء مع أن معناه في المعجم جميل
(نسيت ما هو) المهم أنني لا أحبه لسبب أجهله والأهم أن صاحبته جميلة جداً جداً جداً
وصديقتها أجمل وأجمل وأجمل، ولأنني دمشقي (أبيض أشئر عيوني زرء) اخترت هيفاء لتكون
صديقتي، سرعان ما دبت الغيرة في قلب هبة فأصبحت هي الأخرى صديقتي، فأصبح عندي هيفاء
وهبة (لاحظوا هيفاء وهبة) صديقتين جميلتين رائعتين طبقتهما ببراعتي وبأساليبي
البعيدة عن كتابتي لهذه المقالة، الجدير بالذكر أنهما كانتا تذكرانني بعائلة
النقاقة والبليد وابنهما الغليظ، وذلك كان أسوأ مافي الأمر، مما جعلني أتخذ قراراً
بتركهما بعد أصبحتا كابوساً بالنسبة إلي.
كل ما سبق هو ليس المقالة التي كنت أريد أن أكتبها، ما سبق هو
عبارة عن أمر غريب يحصل معي الآن، فكما قلت لكم أنا أحب الفن والفنانين، وبينما كنت
أختار الأغنية التي حملتها من الإنترنت لأشغلها، وجدت اسماً مكتوباً على إحدى
الأغاني وهو (هيفاء وهبي) ومكتوب على أخرى (هيفاء وهبة) فهلا أخبرتموني لماذا حدث
معي هذا مع أنني لا أطيق أن أتذكر هاتين الحادثتين اللتين تتجلى إحداهما بسمفونية
بيت وهبي والأخرى بالسمراء والشقراء؟ لن أكتب المقالة وسأنتظر أجوبتكم هنا على هذا
الرصيف..
ملاحظة: هذه المقالة ركيكة إنشائياً ويبدو أن الكاتب معقد
نفسياً من الفنانة هيفاء وهبي، ولو كان حقاً يحب الفن والفنانين لما كتب مقالة بهذه
الطريقة عن فنانة العرب هيفاء وهبي.. تعليق عاشق هيفاء