كان واقفاً بقربي يحدثني ويشرح لي وكنت أنصت برهة وأتكلم أخرى لكني لم أكن أجرؤ على التمعن في عينيه بل كنت استرق نظرات مبعثرة لم تكن ترضيني

رن هاتفه الجوال وبدأ يتحدث وقد أعطى كل تركيزه للمكالمة وكنت قريبةً كفاية لاشتم ريح عطره واشعر بها تتغلغل في أنفي وتسري بي  وكنت انظر إليه انظر وانظر انظر إلى عينيه الساحرتين إلى وجهه الأسمر إلى شعره الأسود إلى أدق تفاصيله وانظر إلى إيحاءاته وحركاته وهو يتكلم  كنت انظر إلى ملابسه نظرة حسد لقربهم منه ولملامستهم له كنت اسمع ترنيم صوته وكم اسعد برنين ضحكته وتمنيت لو تطول المكالمة وتطول وأبقى مع تأملاتي ونظراتي المسروقة  وبسرعة ظننتها بسرعة الضوء انتهت المكالمة أعاد الجوال على خصره وعاد ليحدثني حاولت مسرعة أن ألملم أحاسيسي وأعيد ضبط نظراتي لكن قلبي بقي ينبض مسرعاً وكأنه في سباق وكنت في سري أحمد الله أن القلب داخل الصدر ولا أحد يراه أو يرى ما يجول بداخله