رغم يقيني التام أن النصيحة في هذه الأيام أصبحت أبخس القول في سوق الكلام إلا أنني كتبتُ هذه الكلمات لقريب لي أخذتـْه الدنيا بطيباتها وملذاتها..  وإليكموها لمن شاء منكمُ أن يقرأ ....

نأتي الدنيا ولا نـُستَشَر

وكذا حالنا إذ نُحتَضَر

من عهد آدم أبو البشر

إلى أن تأتي الواقعة بخبر

فكن عل يقين أنه يوما ً ما

سترتد روحك على أعقابها

فتتساءل مذعورا ً ما بها

يأتيك جواب من غامض رجع

أنها فقدت للتو أنفاسها

 فيا أيها ...

المجاهر عمرا ً

المتنفس قسرا ً

الخاطئ سرا ً

اللاهي جهرا ً

تذكـّر .. ثم تذكـّر

أنها ستعود إلى ربها

إما راضية مرضية

أو عارية منفية

إما ضاحكة تتفتح

أو عابسة تترنح

فلا تكثرن ضجيجك في الدنيا

وانتبه إذا ما داهمتك الرؤيا

فمصيرك إلى التراب

حيث لا طعام لا شراب

ولا نشوة تطفئ الألباب

عشتها في دنياك أضغاث سراب

وسَتـُبْعَثُ مرة اُخرى

في سيل دون مجرى

خائفة .. مدهوشة .. حيرى

ثمِلة .. وما هي بسكرى

رهينة بما اكتسبت

صاغرة بما فعلت

فتذكـّر .. ثم تذكـّر

 إن نفعت معك الذكرى ..