في هذا الزمن المعطوب أخلاقيا ًالمتضعضع سلوكيا ًمن الصعوبة بمكان أن تجد شخصا ً تتوثقه وتأتمنه على سر ما إلا بعد عشرة طويلة ربما تدوم لسنوات تتعرّف من خلالها على معدن هذا الشخص  ..

ورغم أني مع قول الشاعر ::

إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه

فصدر الذي يُستودع السر أضيق

لكننا أحيانا ً نشعر بأنه يجب أن نبوح لذلك الذي نتوثقه

بسر ما بل و نضطر لذللك

تحسبا ً لشيء قد يحصل مستقبلا ً

لكن من المستحسن أن تضع هذا السر

عند رجل وليس امرأة حتى لو كانت

أقرب المقربين إليك كالزوجة أو الأم

لأنها تحت ظروف معينة انفعالية أو عاطفية

قد تبوح بما عندها..

وكما يقولون إذا أردت أن تنشر خبر ما

بأسرع وقت فأخبر امرأة به

فهي كفيلة بإذاعته أفضل من أي وسيلة إعلانية أو إعلامية

فكيف به إذا كان سرا ً..

وأكيد لكل قاعدة استثناء ... لكنه نادر

كندرة الزهور في المحيط المتجمد الشمالي

ولا أبالغ إذا قلت ::

إذا استودعت سرا ً عند امرأة خرساء  فإنها ستنطق

مع احترامنا الشديد لحواء.. لكن هذه طبيعتها ..

ويبقى أن أقول أخيرا ً :

من كتم سره كان الخيار بيده ..

والفلوب أوعية الأسرار

والشفاه أقفالها

والألسن مفاتيحها

فليحفظ كل امرىء مفتاح سره ..