news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
ثقافة الجهل ...بقلم : حسام حميدو

 في كثير من المجتمعات ولن نقول  أغلبها وإن كانت المجتمعات التي تخلفت عن ركب الحضارة هي الأغلب، حيث الجهل  قاعدة والعكس استثناء، تنتشر ثقافة يمكن تسميتها " بثقافة الجهل " وهي  أخطر ألف مرة من الجهل نفسه، فالجهل يأتيك كاشفاً وجهه فتتمكن من معرفته من  أول نظرة وتكون لك القدرة متى أردت واستطعت أن توقفه وتمنعه من وصول  أهدافه مخطط لها كانت أم اعتباطية.


 أما ذلك الجهل الذي يأتيك متخفياً بأجمل  الأقنعة والملابس ملابس تبدو كأنها قد حيكت على يد ذلك الخياط الشهير في  تلك الحكاية الشهيرة، عندما حاك للملك ملابس لا يراها إلا الأذكياء  والمثقفون، مثقفون وأذكياء فاقهم في كل ذلك طفل صغير تمكن وحده كما تقول
الحكاية الشهيرة من رؤية الحقيقة لماذا لأن عيونه لا تغشيها ثقافة الجهل  


ثقافة تنمي الخجل من حقيقة عدم المعرفة وإن كان "نصف العلم لا أعرف"  فالإنسان مهما ازداد علماً ومعرفة يظل يجهل أكثر مما يعرف
 ثقافة القشور والتباهي بالعناوين،  ثقافة ترفع من أهمية القائل ألف مرة على أهمية ما يقول.   


وإن للإعلام اليوم الدور الأبرز في نشر هذه السموم سواء كان إعلاماً ذكياً أو  بتعبير آخر خبيثاً أو كان إعلاماً مقلداً تجارياً أو غير ناضج، دور لعبته  ومنذ زمن لا تكاد تعرف له بداية جهات مختلفة، ولغايات مختلفة، دور يظهر متى  غدا من غير الممكن إخفاء الحقيقة فيكون اللجوء عندها إلى خلق حقائق  وتقديمها للناس وبطرق مباشرة وغير مباشرة على أنها الحقيقة ومن يعرفها هو  المثقف الواعي والواقع أنه كل ما ازداد ثقافة ازداد جهلا، ومن يجهلها ويدرك  حقيقة الأمور هو الجاهل المضلل، لينتشر الجهل متقنعاً بقناع المعرفة  وعندها تصبح مهمة محاربته لمن أراد ذلك أصعب ألف مرة.

 


 
2013-08-29
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد