تذكرتك .. رغم أن ذاكرتي لم تفقدك لحظة عندما كنت أسير على طريق بيتي ... ذلك الطريق الذي مشت عليه ذكرياتنا جنب إلى جنب .. ذكريات لا أدري إن كنت سأردها إلى أيام طفولتي , مراهقتي أو شبابي..
فقد أمتلئ عمري بك .. واحتوتك أيامي كما لو أنك جنين في رحم أمه.
كنت جنيني .. الذي نما وكبر داخلي .. خبأتك أياماً وشهوراً وسنين .. فلم تكفيني منك تسعة أشهر ولم تكتفي روحي بتغذيتك تسعة أشهر.. كنت أريدك بأحشائي أبداً .. وأسعد بقلبك ينبض بجانب قلبي ولو العمر كله..
لطالما رغبت أن أبقيك مزروعاً بظلمتي التي كانت مضيئة بك كي لا تخرج إلى النور وتأخذك الدنيا مني. ولكن يا طفلي تلك مسيرة الحياة ... ولدتك ... وافترقنا ... لا أدري أين أخذك موج الأيام ... ولا أعلم إن كنت تتذكر أيامي.. ولكن كل ما أدري أنك ذهبت ... ولكني سأبقيك في داخلي
جنين روحي ... الذي لن يولد.