مما لا شك فيه هناك أخطار وتحديات كبيرة من حولنا تحيط بالعالم العربي، ناجمة عن عدم التوصل الى حل عادل وشامل دائم للقضية الفلسطينية، الى جانب العقلية الإسرائيلية الرافضة للسلام والتي تقوّض الجهود التي تبذل لإنجاح مسيرة السلام وتقف عائقاً أمام تحقيق أهداف هذه المسيرة عبر إصرارها في بناء المستوطنات والإنتهاكات المتطرفة الهادفة الى السيطرة على المسجد الأقصى وتغيير معالمه، إلى جانب ذلك وجود النزعات المتعددة التي تزيد من تعقيد الأزمات كبروز الحرب الأهلية في سوريا والإضطرابات السياسية في مصر، فضلاً عن الخلافات والنزعات بين دول عربية على الدور السياسي للإسلاميين في المنطقة، وإستمرار التحديات التي تواجها بعض الدول العربية بعد التحولات التي مرت بها لترسيخ أمنها وإستقرارها.
وبينما يدخل الصراع الدائر في سوريا عامه الرابع، ما تزال الشكوك حول الظروف على الأرض والنتائج المحتملة والعواقب طويلة الأمد تربك التحليلات والإستجابات السياسية الممكنة، في إطار ذلك يمكنني القول إن أخطر ما يحيق بسوريا أرضاً وشعباً هي:
- تفاقم الصراعات الطائفية والتعصب المذهبي، وأخطر مذهبية هي تلك التي تتخذ السلاح سبيلاً لتحقيق أهدافها، وإنخراط الجماعات الإسلامية المتطرفة وغيرها من المتشددين، التي تشكل تهديداً إرهابياً دولياً في المستقبل يمكن أن يتوجه نحو الغرب.
- إرتفاع نسبة السكان السوريين كلاجئين، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية الموجودة في البلدان المجاورة، وهذا عامل مهم يفضي إلى الإرهاب، وهو ما سيجعل التعامل مع ما ينجم عن الحرب السورية يستمر لعقود طويلة.
-النزعة المناطقية والحركات الإنفصالية، وأخطرها تلك التي تتخذ العنف سبيلاً لتحقيق أهدافها.
- تلك الفئات التي تتمسح بالدين لتظفي على شرعيتها من منظور إسلامي بينما الدين منها براء، وأخطر ما فيها أنها تنزع إلى العنصرية ولا تؤمن بالأخر نهائياً.
وفي هذا السياق إن الوضع السوري بدأ يشكل خطراً وجودياً على باقي دول المنطقة، فإزدياد عدد اللاجئين السوريين في لبنان بات يهدد تركيبة لبنان الديمغرافية، وكذلك في الأردن، ومصر، وتركيا، ناهيك عن أن وضع العراق يزداد سوءاً بالتناغم مع الوضع السوري، وهذا بحد ذاته تهديد مرعب للمنطقة، أضف إلى ذلك أن بعض دول المنطقة بدأت تهتز على وقع الزلزال السوري، خاصة تركيا، ولا ننسى كيف بدأ الوضع السوري يستنزف خزائن بعض الدول العربية المنخرطة في الصراع، وبالتالي فإن أي تقسيم لسورية سيؤدي إلى نتائج كارثية وسيخلق مشاكل خطرة للشعب السوري والمنطقة برمتها، وسيُنتجان كيانات هشة تشكل عبئاً أمنياً وبشرياً على جيران سورية، وقد يغذي ذلك توجهات إنفصالية خطرة في المنطقة.
فالحقيقة التي يجب أن ندركها بيقين إن استمرار الازمة في سوريا وإنتشار المجموعات المتطرفة فيها ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم، وهذا يستدعي حل سريع لهذه الأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري بما يحفظ وحدة أراضي سوريا وإستقلالها السياسي في المنطقة.
وأخيراً ربما يمكنني القول، على الرغم من التطرف والدمار الموجود حالياً في مجتمعنا العربي والأحداث الدموية التي نعيشها ونسمع عنها يومياً لا نزال نأمل بان يكون زمننا زمن سلام.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews