لم يعد للحكمة من بيت تسكنه ...
فرغم أنها نجت من مخطط صانع الحلم بهدم بيتها وبناء بيت الحلم على أنقاضه , ورغم أن استفاقة صانع الطيبة أوقفت تنفيذ قرار هدمها في اللحظات الأخيرة , لكن حماقة صانع المصالحة هدمت بيتها كما هدمت مستقبله فمضى وجاء صانع جديد واضعاً من أولوياته إعادة الاعمار ومن بينها إعادة بناء بيت الحكمة وبدأ العمل بذلك فانهار البناء الأول أثناء تشييده نتيجة لضعف أساساته وانهار البناء الثاني نتيجة لقصفه من المسلحين وانهار البناء الثالث بسبب الغش وانهار البناء الرابع نتيجة الفساد
فدعا الصانع الجديد لاجتماع يضم المسؤولين والمعنيين وأصحاب القرار وبدأ اجتماعه بالكلام عن الإدارة والتطوير والرغبة بفتح صفحة جديدة مع كل من أخطأ بحق الوطن حتى من الإرهابين والفاسدين وطلب اطلاعه على أسباب عدم القدرة على بناء بيت للحكمة ليتم تلافي هذه الأسباب لافتاً إلى عدم رغبته بالمحاسبة وفتح أي من ملفات الفساد التي سببت انهيار كل بيوت الحكمة التي تم بناؤها وحيث أنه لم يتمكن من الوصول إلى الأسباب ..
- سأل من بنى بيت الحكمة ؟
فكان الجواب : لا نعرف فالبناء كان قديماً جداً وعمره مئات السنين
- فسأل : فمن كان يدير بيت الحكمة ؟
فكان الجواب : لا نعرف وكل ما نعرفه أن هناك حارس لبيت الحكمة وهو الوحيد الذي كان يتواصل مع الحكيم الذي لا يعرفه أحد وكانت الأجوبة تأتي عن طريق هذا الحارس
- فأين هو هذا الحارس
لا نعرف فقد تخلصت منه المسؤولة عن الاشراف على بناء بيت الحكمة
- أحضروها إذاً لنفهم منها
وعندما حضرت وجلست بالقرب من مديرها سألها لماذا تخلصت من حارس بيت الحكمة?
فأجابت أنا لم أتخلص منه ولكنه كان كثير الشكوى ولا يعجبه العجب فاقترحت على مديري نقله لأتمكن من السيطرة على عناصري والعمل بكل شرف وأمانة واخلاص هدوء وسكينة ومن دون أي شوشرة
- فلماذا إذاً لم تستطيعي بناء بيت الحكمة
لا أعرف وأنا قدمت كل ما عندي وتفرغت لبنائه ورغم ذلك فقد انهار البناء لا بد أن المسؤول السابق عن بيت الحكمة قد وضع مادة ما في التربة جعلت من المستحيل البناء عليها
- فسأل مديرها أين نقلت حارس بيت الحكمة ?
فأجاب كان يريد أن يتدخل في عمل الإدارة ويدعي أنه يريد انشاء الدائرة الحكيمة ولطالما تكلم عني وعن ماضيّ مدعياً أنني لست أهلاً للإدارة ومع ذلك فأنا لست صاحب الصلاحية بنقله وقد اقترحت بناء على كتاب مسؤولة الاشراف أن يتم الاستفادة من خبرته في مساندة الحكمة وجمع المعلومات الخاصة بها لإنشاء بنك معلومات لها فتم نقله إلى بنك المعلومات بناء على موافقة سيادتكم
- فسأل مديرة بنك المعلومات فلماذا لم تقولي أنه يعمل في مديريتك ?
هو لا يعمل في مديريتي فقد رفعت كتاب بأنه فائض ولا يمكن الاستفادة منه وقد تم نقله إلى مديرية التحسين
- فلماذا لم تستفيدي من خبرته في مساندة الحكمة وانشاء بنك المعلومات ؟؟
لأن الجهاز الذي عليه بنك المعلومات كان متوقفا نتيجة لعطل فيه ولم يكن قد تم اصلاحه
فلماذا لم تضعيني بصورة هذا
الموضوع وأنا كنت قد أمرت بإصلاحه?
قد تم اصلاحه بعد انتقال
حارس بيت الحكمة مباشرة
أي بعد أن قمتِ بالتخلص منه
-فسأل مديرة التحسين فماذا فعلت أنت له وهل نقلته أم جمدته أم حطمته ? وقبل أن تجيب طلب أن يذهب أحدهم ليحضر الحارس حتى ولو كان في سابع أرض
فذهب المسؤول الإداري وأحضره محذراً اياه من أن يظن نفسه قد أصبح مقرباً من الصانع لمجرد أنه سيسأله لما لم يستطيعوا بناء بيت الحكمة أو أن يذكر أنه لم ينفذ موافقة الصانع الجديد على تكليفه رئيساً لدائرة في مديرية التحسين
- فقال له أوافق بشرط أن تقول لي لماذا لم تصدر قرار تكليفي ?
فقال حقيقة إنني أعرف المكلفة بهذا العمل وهي تخصني ولا أريد أن يتم حرمانها من ميزات هذا التكليف
فماذا عن حرماني من هذه الميزات ؟؟
أنت لا تهتم بهذه الأمور وكلنا يعلم أنك لا تبحث عن هذه الميزات
-ولكنك أخذت حقي وأعطيته لشخص آخر لمجرد أنه يخصك بطريقة ما وقد قمت من أجل ذلك بإخفاء ومخالفة موافقة الصانع وأسأت إلى نزاهتك وأخلاقك وضميرك قبل أن تسيء لي.
معك حق وأعدك أن أصحح ذلك على أن لا تقوم بذكر هذه الحادثة
-لا لن أعدك بل وسأتقدم بشكوى أطالب فيها بتغريمك بتعويضي عن كل الميزات التي حرمتني منها .
أفق و اصحى فكل الموضوع إنه سيسألك لماذا لم يتمكن من بناء بيت الحكمة ولا تصدق حالك إنك صرت مسؤول أو مقرب من المسؤولين
دخل الاجتماع فوجد فيه النذل والمرتشي واللص والمتسلق والطائفي وحاول أن يجد شخصاً يمكن أن يقال عنه أنه ليس فاسداً فلم يفلح
فوقف قبالة الصانع الذي بادره بالسؤال لماذا لم تقابلني لتشرح لي ما حل ببيت الحكمة وكيف تم هدمه ومحاربة كل من له علاقة بالحكمة ؟
فأجاب قد حاولت ولكنهم لم يسمحوا وتستطيع أن تعود لسجلاتك لترى كم مرة حاولت وطلبت مقابلتك
سنعود لهذا لاحقاً والآن أريد أن تجيبني على هذا السؤال كيف نستطيع أن نبني بيت الحكمة ؟
- فقال : اكتب السؤال بخط يدك وسوف أنقله للحكيم
حسناً
وبعد عدة أيام جاء الجواب :
لا تستطيعون بناءه فلا يبني بيت الحكمة إلا من نبضه من نبضها
ولمن يتهكم بالقول أن ليس للحكمة من نبض
يقول الحكيم نعم للحكمة نبض والاحساس به ومعرفته هو الفرق بين من يستطيع أن يبني ومن لا يستطيع إلا أن يهدم وإن ادعى أنه يبني مرة بالتريث واعطاء الفرصة تلو الفرصة للفاسدين ومرة بالتقرب من الارهابين ومرة بالعفو عن المجرمين ومرة بالتغاضي عن مخالفة القوانين ..
فطلب الصانع من الحارس أن يسأل الحكيم إن كان هناك من أمل ؟
فجاء الجواب : لا أمل .
https://www.facebook.com/you.write.syrianews