لا أدري هل انتابتني كل هذه الأفكار بينما كانت صديقتي آلاء تُخرج النقود لتعطيها لذاك الطفل الصغير وأنا أنظر له .. وللآن لا أدري لماذا لفت انتباهي أكثر من سور قلعة دمشق الذي كنا نسير أمامه ؟؟
لربما لشدة برائته ولطفه ... قطعة مربعة من الورق
أخذها ذاك الطفل من ذات الكتاب الذي لم يستطع أن يتعلم منه شيئاً لأن ظروفه لم تسنح
له
بوقتٍ ليفعلها ويتعلم وحكمت عليه الظروف هذه أن يختار من هذا الكتاب أوراقه فحسب
ليلفها على شكل قمع ويكون رأس ماله
هذه الأوراق والقليل من الفستق وتلك المدخنة التي يشعل ناراً تحتها ليُسخِن ذاك
الفستق ويبيعه .. لربما صغر سنه لا يُفاجئك كثيراً
ولكن اختياره مهنةً ليكسب رزقه خيراً من التسول الذي يقصده شباب لم يقدموا شيئاً
للحياة فتتمنى له من قلبك أن تتحسن ظروفه وخاصةً بعد
كلمة ( الله يعوض عليكي ) دوماً كنت أعي أن العلم لايجلب أخلاق !!! ... الأخلاق
أشخاص .. ظروف ..عائلة وتربية .. وأصدقاء .. ومجتمع ..
ستبقى بلدنا فيها خير وتُـنشئ جيلاً مليئاً بالخير ..
لاتجعلوا أطفالنا الصغار يبيعون أحلامهم كونوا معهم ليعيشوا ويفرحوا ويعملوا ولتكن
تربيتنا لهم على الأخلاق ..
هي الأخلاق التي تجعل بلدنا تُبنى وليس علم فحسب يتجرعونه أطفالنا بملاعق مملة داخل
المدارس .. التربية كما كان يخبرنا جميع معلمينا في المدرسة ونحن صغار أنتم تنتمون
لوزارة التربية ثم التعليم ..
لنربي أطفالنا حب بلدهم وكسب الرزق الحلال منذ الصغر وبعدها لاتخافوا عليهم ولا على
أنفسكم .. شكراً لكل طفل يعمل ولا يتسول وفي قلبه الكثير من الكرامة فقدها كثيرون
من الرجال ..
تدمع عيناي على كثيرون من الأطفال للأسف أصبحت هذه مهنتهم لا أدري أنعي أهلهم
اللذين منحهم الله أطفالاً ليرمون بهم على قارعة الطريق تتقاذفهم أقدام الناس
وألسنتهم تردد ما جعلوهم يحفظون من جمل ( الله يخليك .. الله يوفقك .. الله يحميلك
ولادك .. الله يخليكم لبعض .. والله ما أكلت شي من الصبح )
لا أملك أن أغير الكون ولكن أرحموا أطفالاً سيكونون يوماً رجال لن يملكوا سبيلاً
للعيش سوى جمل الاستعطاف تلك ذاتها ليعيشوا بها هم وعائلاتهم ..
https://www.facebook.com/you.write.syrianews